قالت منظمة سام للحقوق والحريات، إن المجتمع الدولي بكافة مكوناته الحقوقية والإنسانية مطالبٌ بالتدخل الفوري، والعمل على رفع الحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، على مديرية العبدية جنوب مأرب، والمفروض عليها منذ ما يزيد على أسبوعين، مؤكدة أن الحصار أدى إلى تدهور في الأوضاع المعيشية والإنسانية في المديرية بشكل مقلق.
وأضافت منظمة سام، في بيان لها، أنها تتابع بقلق بالغ، الأخبار الواردة عن تبعات الحصار الذي تفرضه المليشيا الحوثية على أكثر من 35 ألف يمني من مختلف الأعمار، موزعين على أكثر من 5300 أسرة في قلب المديرية وأطرافها.
وتابع البيان: "حيث تقوم المليشيا الحوثية بمنع دخول الاحتياجات الأساسية لمديرية العبدية، إلى جانب قصف المزارع والمنازل بشكل غير مبرر، الأمر الذي يشكل انتهاكًا خطيرًا وصارخًا لكافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية، التي كفلت السلامة الجسدية والحق في الحياة والصحة والتعليم وغيرها من الحقوق".
وذكر بيان المنظمة الحقوقية، أنه على الرغم من عدم اشتمال مديرية العبدية على أي ألوية أو أهداف عسكرية، إلا أنها تتعرض لأسْوأ كارثة إنسانية شهدتها محافظة مأرب منذ فترة طويلة، بفعل الحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي دون أي مبرر، حيث تواجه المديرية عجزًا في توفير المتطلبات الأساسية لسكانها، الذين يتكون معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، الأمر الذي يُنذر بكارثة إنسانية غير متوقعة الأبعاد في حال استمرار ممارسات الحوثي.
وأكدت منظمة سام، حصولها على إفادات حصرية من أشخاص داخل مديرية العبدية، أكدوا فيها على ترديّ الأوضاع الإنسانية داخلها بشكل مقلق، إذ أكدت الإفادات أن العشرات من المصابين في المديرية بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل، بعضهم في حالة حرجة بسبب إصابتهم في الرأس والصدر، كما أن هناك خشية حقيقية من ازدياد معدل الإصابات بسبب استمرار القصف الحوثي، الأمر الذي أدى إلى عجز المستوصف في المديرية عن تعامله مع تلك الحالات، حيث بدأت بعض المستلزمات الأساسية بالنفاد، لا سيما أنابيب الأكسجين وبعض الأدوية المهمة مثل أدوية إيقاف النزيف وغيرها.
وأكدت المنظمة، أن الحصار أوجد أزمة في المؤن الغذائية، حيث لم تزود مديرية العبدية بإمدادات البترول أو المُؤن الغذائية، منذ 21 يوما، بفعل الحصار المفروض من مليشيا الحوثي وقصفها المستمر على المديرية.
وأشارت إلى أن سكان العبدية ناشدوا في أكثر من نداء المجتمع الدولي بالتدخل العاجل، والعمل على وقف هجمات الحوثي، وتوفير الممرّات الآمنة لإدخال المؤن والاحتياجات الأساسية، والعمل على إجلاء الجرحى بشكل فوري.
وأكدت منظمة سام، على أن تلك الممارسات الحوثية تُعدّ انتهاكًا صارخًا لمجموعة من القواعد القانونية منها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وميثاق روما المشكل للمحكمة الجنائية الدولية، والتي جرمت جميعها الاعتداء على حق الإنسان في الحياة الكريمة والسلامة الجسدية والحرية من الاعتقال.
مشددة على أن مليشيا الحوثي مُدانة بارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بسبب ممارسات الحصار والتجويع واستهداف المدنيين بشكل غير مبرر، الأمر الذي يستوجب تحرك الجهات القضائية الدولية، لا سيما المحكمة الجنائية الدولية لضمان تقديم المخالفين من تلك المليشيا للعدالة الجنائية.
ودعت منظمة سام للحقوق والحريات، إلى وقف هجمات مليشيا الحوثي وحصارها المخالف للقانون على مديرية العبدية، مشددة على أن الأطراف الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، مُطالبون بالتدخل الفوري والعمل على وقف ممارسات مليشيا الحوثي غير المبررة، وعلى ضرورة عمل تلك الجهات على بقاء فرص السلام التي تتضاءل، في ظل استمرار الانتهاكات والاعتداءات من مليشيا الحوثي.