قالت منظمة دولية معنية بالأطفال، إن الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، كانت أكبر قاتل للأطفال في اليمن منذ إعلان الهدنة في أبريل الماضي، مشيرة إلى أن الزيادة في الوفيات الناجمة عن الألغام ناتجة عن انتقال العائلات إلى مناطق كان يتعذر الوصول إليها قبل الهدنة.

يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت الحكومة اليمنية، مؤخرا، حاجتها إلى 48 مليون دولار لتمويل عملية نزع الألغام التي زرعها مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، خلال سنوات الحرب، مع تحذيرها من زيادة مستوى تلوث البلد بالألغام، في ظل استمرار زرعها من قبل مليشيا الحوثي.

في السياق، قالت وكالة حقوق الطفل، في إحصائية لها، إن "الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة كانت مسؤولة عن أكثر من 75% من جميع الإصابات المرتبطة بالحرب بين الأطفال، بالإضافة إلى مقتل وإصابة أكثر من 42 طفلاً بين أبريل ونهاية يونيو".

وأضافت الوكالة الدولية، أن "الحوادث المتعلقة بالألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة على مستوى مماثل، بمتوسط يقدر بحادث واحد في اليوم، ما أسفر عن مقتل 49 مدنياً من بينهم ثمانية أطفال على الأقل، أما في الأشهر الثلاثة التي سبقت الهدنة، فقُتل 56 مدنياً بسبب الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة".

من جهتها، ذكرت المديرة القطرية لمنظمة إنقاذ الطفولة في اليمن، راما حنسراج، في بيان صحفي، أنه رغم الهدنة في الأشهر الماضية فإنه ما تزال مخلفات الحرب من المتفجرات تحصد أرواح المدنيين بشكل يومي، حيث تشكل الألغام الأرضية والذخائر غير المتفجرة تهديداً كبيراً للجميع في اليمن وخصوصاً الأطفال.

وحذرت من أن الأمر سيزداد سوءاً مع دخول موسم الأمطار، حيث تصبح الأرض مشبعة، ويمكن أن تنجرف الألغام الأرضية المدفونة في المياه الضحلة إلى مناطق كان يُنظر إليها سابقاً على أنها آمنة.

وذكرت أنه وفي الأسبوعين الماضيين، وردت العديد من التقارير التي أفادت بأن البالغين والأطفال يُقتلون أو يشوهون أثناء قيامهم بالأعمال اليومية، مثل جلب المياه أو العمل في مزارعهم أو رعاية ماشيتهم.

ودعت منظمة إنقاذ الطفولة الأطراف إلى الإسراع والمشاركة الكاملة في جميع الجهود لإزالة الألغام الموجودة والذخائر غير المنفجرة واتخاذ تدابير فورية وعملية للحد من التأثير المتزايد لهذه المتفجرات.

وزرعت مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، مئات آلاف الألغام في طرقات ومزارع ومنازل المواطنين في عدة محافظات يمنية، أدى انفجار بعضها إلى استشهاد وجرح وإعاقة أعداد كبيرة من المدنيين بينهم نساء وأطفال.