وإقالة محافظ الفتنة أقل واجب..: إصلاح واقع شبوة.. بداية لتصحيح مسار الشرعية وضمان لاستمرار الشراكة في الرئاسي
الموضوع: أخبار وتقارير

غضب شعبي متواصل، وصمت رئاسي معيب إزاء إهانة العلم الجمهوري، واستهداف معسكرات الدولة في عتق بمحافظة شبوة، وسط مطالبات بإقالة محافظ شبوة عوض العولقي، كونه سبب الفتنة ونافخ كيرها الذي استقدم مليشيات من خارج المحافظة لاستهداف معسكرات قوات الجيش والأمن.

وهي الفتنة التي كشفت الغطاء عن مشروع يعمل ضد الأسس والأهداف التي قام عليها المجلس الرئاسي كمظلة جامعة لكل القوى التي يضمها المجلس، والمبنية على التوافق والشراكة وتكامل الجهود وتوحيد كافة التشكيلات العسكرية والأمنية، ومعالجة الأوضاع الاقتصادية الكارثية، وقيادة المعركة الوطنية لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي الإيراني.

وتفخيخ الأوضاع باستدعاء مليشيات لضرب قوات الجيش والأمن، وإهانة العلم الجمهوري برمزيته للدولة والكيان الوطني، خطر محدق لا يستهدف حزبا أو جهة، بل يستهدف البلد كله بالتفتيت والتمزيق، وانحراف واضح عن مسار إرادة الشعب اليمني وبوصلة المعركة الوطنية لاستعادة الدولة الجامعة لكل اليمنيين والضامنة لحقوقهم وحرياتهم.

- سكين التقسيم لن يتوقف على نصفين

دقت شبوة ناقوس الخطر المحدق بالوطن كله جراء الأجندات المشبوهة وغير الوطنية المغامرة والمقامرة بمستقبل البلد، والتي لم تتعظ من دروس الماضي، وهذا الخطر ترجمه حجم المنشورات والتغريدات، في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي حذرت من مخططات مشبوهة، وأكدت أهمية إنهاء الانحراف الخطير عن بوصلة المعركة الوطنية ومهمة المجلس الرئاسي التي حددها إعلان إنشائه.

وفي مقال منشور، قال المستشار الرئاسي ورئيس اتحاد الرشاد اليمني الدكتور محمد موسى العامري، إن مسؤولية مجلس القيادة الرئاسي، إزاء الأحداث المؤسفة في شبوة، تتطلب الإسراع في جبر الضرر المادي والمعنوي للضحايا، وإعادة الاعتبار لأبطال القوات المسلحة والأمن، وتوحيد صفوفها وتوجيه بوصلتها في مواجهة طغيان مليشيا الحوثي الإيرانية.

داعيا إلى إدانة التصرفات الطائشة التي تجلب على البلاد مزيداً من الأحزان والتشظي، مع ضرورة ضبط النفس ومنع الانتقام والاستهداف والتصفيات والاعتقالات العشوائية وانتهاك حقوق الإنسان والتعدي على الممتلكات والمقرات.

من جانبه، قال سفير اليمن لدى اليونسكو الدكتور محمد جميح، إن تفجر الصراع في شبوة كان نتيجة لتوقف المعركة باتجاه الشمال، والمعركة ينبغي أن تتجه شمالاً، لا أن تتفجر جنوباً، وتفجر الصراع في شبوة لأنه لم يتم إدماج الوحدات العسكرية والأمنية ضمن مؤسستي الدفاع والداخلية، حسب اتفاق الرياض، معبرا عن خشيته من أن يكون أصحاب مشروع "استقلال الجنوب" يحملون أحلاماً تودي بالجنوب والشمال واليمن كله.

وأكد أن سِكّين التقسيم إذا بدأ فإنه لن يتوقف على نصفين، بل ستكون هناك أرباع وأخماس وأسداس، محذرا من أن يذهب أصحاب مشروع التقسيم إلى المجهول، مضيفا: "نحن في اليمن، شمالاً وجنوباً، مشاكلنا واحدة وحلولها واحدة".

وأوضح جميح، أن السلطة المحلية ليس من حقها أن تعين أو تعزل من لا يمكن عزله أو تعيينه إلا من قبل مجلس الرئاسة، هذا الخلط بين صلاحيات الرئاسة والسلطة المحلية هو سبب الكثير من المشاكل، مشيرا إلى أن عودة القطار إلى السكة مسؤولية مجلس الرئاسة بالمقام الأول، وتصويب المسار يقع على كاهل الرئاسة ابتداءً.

- عدم تغيير محافظ شبوة إفشال للتوافق

من جهته، قال العميد محمد الكميم، مستشار وزير الدفاع، "قلتها من أول يوم محافظ محافظة شبوة ارتكب سلسلة مخالفات وأخطاء وقرارات غير موفقة وإدارة ضعيفة في أحداث شبوة الأخيرة، وكان أكبر قرار خاطئ اتخذه القرار العسكري بعيدا عن وزارة الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وأقل واجب إقالته ومساءلته".

إلى ذلك قال المحلل العسكري الدكتور علي الذهب، "لتهدئة الأوضاع في ‎شبوة وما حولها، يجب إقالة المحافظ فورا، وإحلال شخص توافقي، لديه القدرة على تحمل أعباء المرحلة، عوض الوزير برلماني، ومكانه البرلمان "السلطة التشريعية" وليس السلطة التنفيذية"، مضيفا: "من غير المقبول أن تكون إحدى رجليه في السلطة التشريعية، والأخرى في التنفيذية، هذه فوضى".

ويوضح الباحث عادل دشيله، أن محافظ شبوة، أثبت أنّه رجل فوضى، ولا يجيد سمات القيادة التوافقية في هذه المرحلة، ولذا ما تزال المطالب بتغييره معقولة كحد أدنى لعودة الأمور إلى وضعها الطبيعي، مضيفا أن عدم تغييره يعني فشل التوافق في المناطق المحررة، ولا يستبعد خروج الأمور عن السيطرة، متسائلا: هل يدرك مجلس القيادة ذلك؟

في السياق، أكد الصحفي غمدان اليوسفي، أن التعامي عما حدث في شبوة ومحاولة إقناعنا أن النهاية هي هذه هو ذر رماد حار في عيون الناس، لا يمكن أن تستمر شراكة لمجلس الرئاسة في ظل هذا الواقع، وإيهامنا أن الأمور طبيعية هو مجرد تأجيل لمعارك، مضيفا أن إصلاح واقع شبوة هو بداية لتصحيح مسار الشرعية.

الصحفي ورئيس تحرير موقع مأرب برس أحمد عايض، قال إن مجلس القيادة الرئاسي يغلي بشدة، وابن الوزير العولقي، كرت انتهت مدة صلاحيته، متى سيتم الإعلان عن ذلك؟

ويفيد الصحفي محمد الضبياني، بأنه "في الوقت الذي تنشط ‎خلايا تهريب السلاح الحوثيه يجري على قدم وساق تبديد سلاح الدولة وتفتيت قواها وتشكيلاتها الأمنية والعسكرية، واستهدافها تحت لافتات متعددة ومتنوعة، هدفها الأساس حصر القوة بيد مليشيا إيران كي تعربد في الساحة اليمنية وتستمر في عدوانها وإرهابها ضد اليمنيين".

- سقطت الدولة اليمنية ولم يسقط الإصلاح

الصحفي فؤاد العلوي، أشار إلى أن بعض من وقفوا مع الحوثي في 2014، ضد الشرعية تحت لافتة محاربة الإصلاح، هربوا من صنعاء إلى مناطق الشرعية، فاحتضنتهم الشرعية بأعينها، وحصلوا على ما لم يكونوا يتوقعوا، لكن المؤسف أنهم اليوم يقفون إلى جانب تمرد جديد على الشرعية في شبوة تحت لافتة محاربة الإصلاح، أي وطن تريدون؟

ويضيف: مشكلتنا في ‎اليمن منذ 2004 وحتى اليوم، تتمثل في التماهي السياسي مع القوى المتمردة، ووقوف مدعي السياسة موقف الوسط بين التمرد والقانون، ظنا منهم أن ذلك سيخلق توازنات جديدة أيدلوجية وسياسية، تلك المواقف المتماهية هي التي أعادت الإمامة إلى صنعاء، وأسقطت علم اليمن في ‎عتق.

الدكتور يحيى الأحمدي، قال إننا لم نرَ سقوط الإصلاح في شبوة، ما رأينا سوى مؤسسات الدولة تنتهك وعلم الجمهورية يداس بالأقدام، ومشاهد السرقة والنهب التي بدت كنسخة من مشاهد اقتحام صنعاء، واستهداف أفراد الجيش والأمن الذين كانوا يحرسون الجمهورية ومن لقنوا مليشيات الحوثي دروسا قاسية.

مضيفا أن البعض يجاهر بخيانته لوطنه، ويجعل من نفسه غطاء لكل هذا السقوط، وينسب لنفسه مجدا حقيرا ضد وطنه وهو يدرك أنه مجرد بوق مستأجر أو أداة رخيصة.

‏من جهته، قال المحامي محمد المسوري، إن "النكاية هي التي مكنت الحوثي وجعلت المشروع الإيراني يتمدد ويتوسع في اليمن، النكاية ليست انتقام من هذا الطرف أو ذاك، بل هي انتحار تدريجي سيقضي على الجميع، توقفوا واعلموا أنكم لا تخدمون الوطن والشعب، وخذوا العبرة من الماضي البعيد والقريب، غلبوا المصلحة الوطنية على مصالحكم، وكفى".

ويتفق معهم كثيرون، بأن العبث بالثوابت الوطنية وإهانة العلم الجمهوري وإسقاط راية الوطن ودوسها واستهداف معسكرات الجيش والأمن، من مليشيات مناطقية تحمل أجندات مشبوهة وغير وطنية، أمر غير مقبول لدى أي بلد من بلدان العالم.

وإزاء هذه المخططات والمشاريع الصغيرة لتفتيت الوطن وهذه التحديات الجسمية، ثمة مسؤولية كبيرة في ذمة المجلس الرئاسي للبر بالقسم بالحفاظ على وحدة الوطن وسيادته وسلامة أراضيه، وستظل اليمن زاخرة وولادة بأبنائها المخلصين المدافعين عن الثوابت الوطنية مواجهين للمشاريع السلالية والمناطقية ومناضلين من أجل دولة وطنية جامعة تضمن حقوق وحريات كل مواطنيها.

سهيل نت - خاص
الأحد 14 أغسطس-آب 2022
أتى هذا الخبر من سهيل نت:
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://suhail.net/news_details.php?sid=19876