تقترب الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها اليمن بسبب الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي، من إكمال عامها العاشر، وجاءت التطورات الإقليمية واستهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر لتضاعف كلف النقل والتأمين واضطراب سلاسل الإمداد لتزيد من معاناة الشعب اليمني.
ويتزامن ذلك مع تدهور متسارع في الأوضاع وانعدام الأمن الغذائي والقدرة على توفير الخدمات الأساسية وزيادة معدلات الفقر لتتجاوز أكثر من 80%، وسط مؤشرات خطيرة تتمثل في تراجع الدعم الخارجي، وتعثر جهود السلام، في وقت تزداد شدة الأزمة الاقتصادية، مما ينذر بوضع كارثي.
وهو ما أكده محافظ البنك المركزي اليمني، أحمد غالب، خلال لقاء مع المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينج، جرى خلاله استعرض الانعكاسات السلبية للأحداث الجارية في المنطقة على الأوضاع الاقتصادية في اليمن، والتي تضاعفت تأثيراتها بمهاجمة مرافئ وناقلات النفط، وتوقف التصدير، وحرمان اليمن من أهم موارده.
ففي اللقاء، تطرق محافظ البنك المركزي، إلى تأثيرات التطورات في البحر الأحمر وانعكاساتها على تكلفة النقل والتامين "مما خلق أوضاعاً اقتصادية وإنسانية صعبة وغير قابلة للاستمرار في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بواجباته والوفاء بالتزاماته وانعدام أي آفاق للسلام بسبب تعنت المليشيات الحوثية".
من جانبه، عبر المبعوث الأمريكي، عن تفهمه للأوضاع والصعوبات التي تعاني منها اليمن، مشيراً إلى الإصلاحات التي يقوم بها البنك المركزي وضرورة دعمها بما يمكنه من ممارسة وظائفه والقيام بواجباته خدمة للشعب اليمني، وتعزيز آليات اندماج القطاع المالي والمصرفي اليمني بالنظام المالي الإقليمي والدولي.