آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

الحوثيون عندما يقتلون ضحاياهم مرتين.. الإثيوبي "الحاج" أنموذجا
الحوثيون عندما يقتلون ضحاياهم مرتين.. الإثيوبي "الحاج" أنموذجا

السبت 25 يناير-كانون الثاني 2020 الساعة 07 مساءً / سهيل نت - خاص


دأبت مليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن على قتل أتباعها مرتين، الأولى عند تقديمهم كقرابين لمشروعها العنصري الطائفي في محارق الموت بعدة جبهات، والثانية عندما لا تعير اهتماما بجثث ضحاياها المتناثرة في كل جبل وسهل يمني.

فقد وصل استهتار مليشيا الحوثي بأتباعها، إلى درجة أنها لم تعد تكلف نفسها عناء البحث عن جثث ضحاياها وهوياتهم، وكل مرة تظهر قصة إلى السطح تؤكد أن المليشيا تستخدم أتباعها ككروت سرعان ما تنتهي، وما خفي أعظم.

تسلم مليشيا الحوثي أسر ضحاياها صناديق مغلقة لا يعرف أحد سوى "المشرفين"، ماذا بداخلها، وتمنع أهالي الضحية من فتحها بدعوى أن الجثة متعفنة، وتظل عناصرها المسلحة مرابطة بجوار الصندوق الخشبي حتى يوارى الثرى.

وتضطر أسر الضحايا إلى دفنها كما وردت من المليشيات، "وهي لا تعرف ما إذا كان بداخل الصندوق جثة فعلا، أم حجرا مثبتا بمسامير"، حد تعبير أحد أفراد أسرة فقدت طفلها في إحدى المعارك، مؤخرا.

العام الماضي، سلمت مليشيا الحوثي جثة في صندوق إلى أسرة في منطقة "همدان" بصنعاء باعتباره ابنها، وبعد أشهر أبلغت الأسرة أن الضحية الذي دفنته لم يكن ابنها، "قالوا لهم حدث خطأ بتسليم جثة ابنهم إلى أسرة بمحافظة عمران، وأن الجثة التي دفنتها الأسرة في همدان كانت تابعة لأسرة في عمران"، بحسب إفادة أحد أعيان المنطقة لموقع "سهيل نت".

وهكذا، قصص متكررة ومستمرة من هذا القبيل يجري تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي، فقبل أسابيع، سلمت السعودية مليشيا الحوثي عددا من الأسرى في جبهة الحدود، حيث اتضح أن عددا من هؤلاء الأسرى العائدين كانت مليشيا الحوثي قد أعلنت عن وفاتهم وسلمت ذويهم صناديق خشبية بجثثهم، ونشرت صورهم في إطار كـ"شهداء"، وكانت الفاجعة أن أحد هؤلاء العائدين كان أخوه الشقيق قد تزوج بزوجته، وأنجب منها طفلا.

ولا زالت الفضائح تتواصل، وآخرها هذا الأسبوع، حيث احتفلت مليشيا الحوثي بما تسميه "أسبوع الشهيد"، ونشرت صور قتلاها، وهم بالآلاف، في الشوارع العامة ومعارض خاصة بهذه المناسبة السنوية التي تستثمرها المليشيات لحشد مقاتلين.

ومن ضمن الصور المنشورة في صنعاء، كانت صورة لشاب إثيوبي يدعى "تولدي ارزاي اندوم كورري"، مما يؤكد أن المليشيات تستدرج أجانب لاجئين في اليمن للانضمام والقتال في صفوفها، وتقدمهم إلى محارق الموت مستغلة ظروفهم الاقتصادية الصعبة.

ومن سوء حظ مليشيا الحوثي هذه المرة، أنها لم تعد تتذكر أنها سبق وأن نشرت صورة هذا الشاب الإثيوبي باسم يمني رباعي، مختلف تماما، وهو "عادل محمد الحسن الحاج"، وظلت فقط الكنية ثابتة في الصورتين، "أبو رعد"، وكذلك تأريخ الوفاة وهو 29/مايو/2018م، فليس مهما هذا التناقض الفاضح طالما وأن الضحية إثيوبي الجنسية، بنظر الحوثيين.

هذا التلاعب المفضوح في الجثث وأسماء الضحايا، يكشف مدى استهتار مليشياالحوثي المتمردة بأتباعها المغرر بهم، ومعظمهم من الأطفال بالمناسبة، خصوصا إذا كانوا "زنابيل"، أي لا ينتمون إلى أسر محددة تعرف باسم "الهاشميين".

وهذا يفند الروايات القديمة التي تطرحها الجماعة مرارا في مباحثات الحوار لعرقلة إطلاق المختطفين المدنيين في سجونها، ودعاويها بوجود ضحايا من أتباعها مخفيين لدى الحكومة اليمنية الشرعية، بينما تنكر الأخيرة تماما وجودهم لديها.

فالأرجح، بل المؤكد، أن مليشيا الحوثي قد تناست أنها قد أعلنت عن دفنهم سابقا، وقد أجرت مراسيم رسمية لتشييعهم وسط صرخة الموت الخمينية، فبسبب تزايد أعداد ضحاياها لم تعد جماعة الحوثي تتذكر أتباعها القتلى، وتريد ابتزاز المجتمع الدولي بهذا الملف الإنساني.