آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

6 سنوات على اغتيال القيادي في إصلاح عدن "كمادي".. جرائم الإرهاب لا تسقط بالتقادم

الخميس 15 فبراير-شباط 2024 الساعة 12 مساءً / سهيل نت

قبل ست سنوات، امتدت يدُ الغدر والخيانة لتغتال الأستاذ الشهيد شوقي كمادي، أثناء خروجه من مدرسة في عدن، ليرحل إلى ربه شاكيا إلى خالقه ظلمَ قاتليه، لم يكن قد ارتكب جرما يستحق به عقوبة إزهاق روحه، كان صوت الحقيقة في زمن التضليل، ويدُ العطاء في زمن التقتير، وروحُ المقاومة في زمن الخنوع.

جريمة اغتيال الأستاذ شوقي كمادي، تمثل إرهاباً حقيقياً يقف خلفها إرهابيون مجرمون استهدفوا أحد أعمدة عدن ورموزها، كما استهدفوا المدينة المسالمة وأهلها الطيبين.

وتحت هاشتاج #ذكرى_اغتيال_شوقي_كمادي و#اغتيالات_عدن أطلق ناشطون وحقوقيون تظاهرة إلكترونية، على منصات التواصل الاجتماعي، إحياءً للذكرى السادسة لاغتيال ابن عدن وشهيدها الأستاذ شوقي كمادي، عميد كلية القرآن الكريم وإمام مسجد الثوار، ورجل الخير والبر والصلاح، وأحد قيادات الإصلاح والسلطة المحلية في عدن، والذي ارتقى شهيدا مغدورا في الـ13من فبراير 2018م.

وأكد الناشطون والحقوقيون، أن جرائم الاغتيالات لا تسقط بالتقادم، وأن التاريخ لن يرحم الجناة والمتواطئين معهم، حتى وإن نجوا، إلى حين، من العقاب الرادع والمحاكمة العادلة.

وطالبوا المجلس الرئاسي والحكومة، والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان، بإدانة الإرهاب المنظم وجرائم القتل المتسلسل التي طالت المئات من قيادات ورموز ودعاة محافظة عدن، وإنصاف الضحايا بتقديم المتورطين في تلك الأعمال الإرهابية أمام القضاء ومحاكمتهم بشكل شفاف وعلني.

الناشط الحقوقي المحامي عبدالرحمن برمان، أشار إلى بشاعة الجريمة التي استهدفت الأستاذ كمادي، الذي اغتيل أمام طلابه أثناء خروجه من مدرسة في عدن عندما أطلق النار عليه مسلحان كانا يستقلان دراجة نارية وبالقرب من نقطة تفتيش تتبع تشكيلات الحزام الأمني التابعة للانتقالي.

فيما قال الناشط معاذ الشرجبي، إن الشهيد شوقي كمادي، ارتقى مظلوما، وستظل جريمة قتله لعنة تلاحق كل القتلة والممولين، والمسؤولين الصامتين، ولئن صمت المعنيون، فلن تصمت العدالة عن ملاحقة كل القتلة مهما طال الزمن.

في السياق، غرد سالم ربيح بالقول، إنه "بعدما ظهر تحقيق BBC توقعنا أن تسارع الحكومة اليمنية للتحقيق في ملابسات قضايا الاغتيالات التي طالت أبناء عدن، بعدما ظهر الجناة يتفاخرون بصنيعهم ويشكرون مموليهم، لكن حالة التجاهل استمرت وهي بحاجة لوقفة مجتمعية تنهي هذا العبث والاستخفاف".

إلى ذلك، قال الناشط عبدالله الحميري، إن "جريمة اغتيال الشيخ شوقي كمادي، لم تكن إلا حلقة في سلسلة تصفية وإبعاد رموز عدن وأعلامها، ومن يمثلون قيم الخير والحب والتسامح، حتى تخلو الساحة لمشاريع الظلام".

من جهته، أكد الصحفي سمير حسن، أن "اللجوء إلى القضاء الدولي في جرائم اغتيالات القيادات السياسية والاجتماعية في عدن، أصبح ضرورة لابد منها بعدما أثبت القضاء المحلي عجزه عن التحقيق في هذه الجرائم، وتبين أن نفوذ القتلة وداعميهم أقوى من سلطة القضاء".

وتداول النشطاء صورا وفيديوهات لضحايا الإرهاب في عدن، مستحضرين قصصهم، وأدوارهم الاجتماعية والإنسانية والدينية، والدوافع المريضة والمناطقية والمشاريع الصغيرة التي كانت أداة للتحريض على قتلهم وتصفيتهم، ومحاولات إحلال نماذج جديدة مكانهم في المجتمع العدني، وهو ما يقابل بالرفض المستمر من أبناء المدينة العاشقة للسلام والمدنية، رغم ما ترتكب على ترابها وبحق أهلها من جرائم متعمدة وانتهاكات، وصولا إلى الإهمال وخنق سكانها بتردي الخدمات وتغذية الفساد والفوضى التي تحمي القتلة من المساءلة.

وأكد النشطاء أن جرائم الاغتيالات ومحاولات طمس الحقيقة، والتغطية على المتورطين في عمليات التصفية، وعرقلة الإجراءات القانونية، وتحويرها عن مسارها الطبيعي، والتكتم على ما كشف من معلومات، لن تستمر إلى ما لا نهاية، وأن أبناء عدن واليمن كافة، لن يكلوا أو يملوا في المطالبة بالإنصاف والعدالة، حتى ينال القتلة جزاءهم الرادع، وتتحرر البلاد من المليشيات المارقة وداعميها أصحاب المشاريع التوسعية في اليمن والمنطقة العربية.

واستحضر المدونون في تغريداتهم وكتاباتهم، أسماء وصور القيادات المجتمعية والسياسية والدعاة، ممن طالتهم أيادي الإرهاب والغدر والخيانة، فارتقوا شهداء إلى ربهم على تراب عدن الطاهر، بعد أن كان لمعظمهم شرف الوقوف في وجه مليشيات الحوثي الإرهابية وثبتوا الناس وتقدموا الصفوف في معركة تحرير المدينة وإعادتها عاصمة مؤقتة للدولة اليمنية.