آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

الصليب الأحمر: معدل التلوث بالذخائر في اليمن من بين الأعلى عالميا

الإثنين 11 سبتمبر-أيلول 2023 الساعة 11 مساءً / سهيل نت

حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من أنّ اليمن يعاني من أحد أعلى معدّلات التلوّث بالألغام والمتفجرات من مخلفات الحروب في العالم، بعد تسع سنوات من بدء الحرب في البلاد.

وقال مدير عمليات الشرق الأوسط في اللجنة فابريزيو كاربوني، إنّ أفقر دول شبه الجزيرة العربية هي من بين أكثر ثلاث دول تضرّراً بالمتفجرات، مضيفا: "عندما يتعلّق الأمر بالتلوّث بالذخائر، فإنّ اليمن وأفغانستان والعراق تمثّل الدول الثلاث الأكثر تضرّراً من ذلك"، وتابع أنّ ذلك "أمر مدمّر حقاً وله تأثيره الكبير على الناس وسلامتهم وكذلك على سبل عيشهم".

وأوضح كاربوني، في مقابلة مع وكالة فرانس برس عبر الهاتف من اليمن حيث كان يجري مباحثات، أنّ "حجم الذخائر غير المنفجرة هائل ففي منطقتَين قريبتين من جبهات قتال، أبلغ 20% من أصحاب الماشية اللجنة الدولية للصليب الأحمر، خلال استطلاع أُعدّ في عام 2022 الماضي، عن وجود متفجّرات في أراضيهم، كذلك خلصت دراسة أخرى أعدّتها اللجنة إلى أنّ 70% من هؤلاء فقدوا ماشية بسبب الألغام الأرضية وغيرها من المتفجرات".

ويقدّر خبراء في هذا المجال أنّ ما لا يقلّ عن مليون لغم زُرعت خلال سنوات الحرب، التي اندلعت في منتصف عام 2014 بين القوات الحكومية ومليشيا الحوثي التي سيطرت في العام نفسه على صنعاء.

وحذّر كاربوني من أنّ انتشار المتفجرات "كبير جداً، لدرجة أنّه من غير الممكن إزالة كلّ الألغام ومخلّفات الحرب في حال انتهى الصراع اليوم"، وأوضح أنّه حتى لو ساد السلام، فإنّ إزالة المتفجرات سوف تستغرق سنوات عديدة، مضيفاً "نحن نتحدّث عن عقود، ربّما، لكنّها مسألة موارد في الأساس، وهو ما يفتقر إليه اليمن حالياً".

وتعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر على تدريب السكان على الإبلاغ عن مخلفات الحرب وكيفية التعامل معها، وبيّن كاربوني: "نعقد جلسات مع السكان نبلغهم فيها بالمخاطر المتعلّقة بالذخائر غير المنفجرة، ونطلب منهم إبلاغنا إذا عثروا على مخلفات حرب، حتى نتمكّن من تنظيم "عملية الإزالة" مع مختلف السلطات والشركاء"، وتابع: "هذا أمر جديد كلياً بالنسبة لنا".

وأفاد مدير عمليات الصليب الأحمر الإقليمي بأنّ "ثمّة جثثاً كثيرة ونريد حقاً العمل مع كلّ أطراف هذا الصراع لدفع هذا الملف قدماً"، مضيفاً: "نحن نستثمر في الطبّ الشرعي، ونستثمر كذلك في محاولة جمع كلّ الأطراف حول الطاولة"، وتابع: "نريد أن نكون متفائلين، لكنّنا في الوقت ذاته لا نريد أن نكون ساذجين".