آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

خذلته الأمم المتحدة.. سياسيون وناشطون: إخفاء قحطان حالة إجرامية غير مسبوقة

الأربعاء 30 مارس - آذار 2022 الساعة 09 صباحاً / سهيل نت - خاص

مرت سبع سنوات والأستاذ محمد قحطان، رجل السياسة ورمز الحوار الوطني‏‏‏ في غيابة سجون الإرهاب الحوثي، وهي ذات المدة منذ مصادرة مليشيا إيران للتوافق الوطني واختطافها صنعاء واستباحتها ومناطق يمنية أخرى، عاثت فيها الفساد وصنوف الإجرام، مستهدفة الأرض والإنسان والهوية اليمنية، ‏وهذه الحقيقة تجعل من السياسي اليمني البارز "قحطان" رمزاً لمشروع الدولة المدنية ولأمل اليمنيين بحياة كريمة.

لم يكن قحطان، سوى رجل السلام وضمير الوطن في جلسات الحوار، وصوت المواطن اليمني المتطلع لبلد خال من المليشيات والعنصرية وأحقادها المعادية لإنسانية الإنسان وحقه في حياة طبيعية سوية بلا كهنوت ولا إجرام.

قحطان الذي غيبته مليشيا الإمامة في سجونها، باعتباره الرمز لليمني الحر ذي الأنفة والكرامة والعزة، حاضر على الدوام في وجدان الشعب اليمني، وقد لقي تجاهل إطلاقه في صفقة مرتقبة هي الأكبر منذ بدء الحرب، استياء لدى اليمنيين وتضامنا شعبيا واسعا مع رجل السياسة والحوار والسلام.

وعبر ناشطون، في حملة تضامنية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، انطلقت تحت هاشتاج "الحرية لقحطان"، عن رفضهم لاستثناء الأستاذ محمد قحطان، من أي عملية تبادل قادمة لإطلاق مختطفين وأسرى، معتبرين أن قضية "قحطان" المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 الذي تضمن إلزام مليشيا الحوثي بإطلاق المختطفين السياسيين وفي مقدمتهم "محمد قحطان، ومحمود الصبيحي وناصر منصور وفيصل رجب"، اختبار حقيقي لمصداقية وأخلاقية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، مطالبين بسرعة إنهاء جريمة إخفائه.

وذكر الناشطون، بمواقف الأستاذ قحطان، النضالية الشجاعة، ووقوفه في صف الشعب اليمني وشرعيته، وعندما أعلن الصمت في جلسات حوار رفضا لكهنوت مليشيا الحوثي الإمامية وحصارها لمنزل رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي في صنعاء.

مشيرين إلى أن قحطان استطاع أن يحاصر سياسيا انقلاب مليشيا الإمامة ومشروعها الإيراني لأكثر من نصف عام، وناور بكل الوسائل لإسناد الدولة ورفض تعطيل مؤسساتها واستعباد الشعب اليمني ورهنه للعمائم السوداء في طهران، وهو ما جعل مليشيا الحوثي تتعامل معه بهذه النقمة.

عبدالملك المخلافي، مستشار رئيس الجمهورية والقيادي في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، قال إن قضية المناضل محمد قحطان، يجب أن تصبح قضية الجميع وأن تكون معياراً لمصداقية وجدية ونجاح وإنسانية أي عملية تبادل أسرى.

وأضاف المخلافي، في تصريح صحفي، أن قضية قحطان يجب أن تكون أيضاً مصداقية للحديث عن المعالجات الإنسانية من قبل المبعوث الاممي وكل المنظمات الإنسانية، ومصداقية إنسانية وأخلاقية كل اليمنيين جماعات وأفراد.

وشدد على ضرورة وضع حد لهذه الجريمة والمعاناة غير المسبوقة، لرجل كل ذنبه أنه رجل حوار وداعية سلام، ووضع حد لمعاناة أسرته التي حرمت حتى من مجرد الاطمئنان عليه ومعرفة مصيره، معتبرا أن جريمة خطفه نوع بشع من الغدر والعقاب السياسي على آراء ومواقف لا يمكن إلا أن تدرج في إطار حرية الرأي والتعبير.

لافتا إلى أن محمد قحطان، هو الشخص الوحيد الذي تم إخفاؤه منذ اختطافه وحتى الآن وبصورة تامة عن أسرته وعن الجميع، بما في ذلك المنظمات الدولية المعنية ولمدة سبع سنوات ولا يوجد حالة مماثلة له لا بين الذين نص عليهم القرار 2216 ولا بين البقية، وهي حالة إجرامية غير مسبوقة.

ونوه المخلافي، إلى أن جريمة استمرار إخفاء قحطان تتطلب من الجميع أن يبذلوا كل جهد لوضع حد لهذا النوع البشع مِن الإجرام، والاسهام برفع قضيته وما جرى له ولأسرته مِن تنكيل إلى كل المحافل الدولية والضغط من اجل السماح له بالتواصل مع اسرته والافراج عنه فوراً.

من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني علي الصراري، أن سبب إخفاء مليشيا الحوثي للمناضل محمد قحطان عضو الهيئة العليا للإصلاح، هو إخلاصه وصدقه وحبه لليمن، وأنه كان يحمل مشروعاً وطنياً جامعاً لكل اليمنيين.

وأوضح الصراري، في تصريح صحفي، أن المناضل قحطان كان ضد العنف ومبشراً بالسلم الأهلي والوطني، ويدعو اليمنيين من مختلف الاتجاهات والمشارب إلى التعايش والتفاعل والعمل المشترك ونبذ الانقسامات والعمل من أجل بناء اليمن بيت كل اليمنيين.

وقال الصراري، إن مليشيا الحوثي تتعنت في قضية إطلاق قحطان وتقرير مصيره، لأنها تخشى من ظهور هذا الصوت مرة أخرى مجلجلاً ليقض مضاجع الظلمة والتافهين الذين يريدون اليوم أن يقرروا مصير هذا البلد.

وأكد الصراري، أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي خذلوا محمد قحطان، ورفاقه وأصدقاءه ومن يحرصون على الحوار، كما خذلوا القرار الأممي الذي اتخذه مجلس الأمن وألزم الحوثيين بالإفراج عن قحطان والمختطفين السياسيين كافة، معبرا عن أسفه لعدم تقديم الأمم المتحدة ومن خلال مبعوثيها وما تمارسه من اتصالات وتنقلات، أي جهد للإفراج عن المناضل محمد قحطان.

من جهته، أكد وكيل وزارة الإعلام عبدالباسط القاعدي، في تغريدة على صفحته بتويتر، أن الأستاذ محمد قحطان، كان من القلائل الذين أثروا الساحة السياسية وأثّروا فيها ومنحوها لونا ورائحة، واستهداف عصابة الحوثي السلالية لقحطان الاسم والشخص هو استهداف لرمزية السياسة وتغليب لغة الحرب على السلام.

من جهته، قال ‏محافظ عدن الأسبق وحيد رشيد "يظن الخاطفون أنهم بتغييبهم وخطفهم لهذه القامة الكبيرة ‎محمد قحطان، أنهم سيختطفون المعاني الكبيرة التي ناضل من أجلها وهم لا يعلمون أن كل تلك القيم التي زرعها من المستحيل أن تختطف أو تصادر أو تغيب".

إلى ذلك، قال حسن عناب، الصحفي المحرر من سجون الحوثي، "بين العملاق الجمهوري محمد قحطان، وسجانه المليشياوي الانقلابي الإرهابي مسافة كرامة، هذه المسافة من يوم إلى آخر تزيد قحطان رفعة وتكشف سوءة السجان".

وأضاف عناب: "تلك القوانين التي طالما تحدثت عنها الامم المتحدة وشددت عليها بشأن الحقوق والحريات، هل يا ترى تشمل الأستاذ محمد قحطان، وآلاف اليمنيين المختطفين دون أي مبرر قانوني لدى مليشيا الحوثي الإيرانية؟!".

في السياق، قالت الناشطة الحقوقية إشراق المقطري: "ظل قحطان على مدى عقود رائداً للسياسة اليمنية الناضجة، وقائداً من قادات النضال السلمي في مواجهة الطغيان والفساد والاستبداد والعنصرية، ولذلك يمثل مصدر إلهام لأحرار اليمن وهو في غياهب الإخفاء القسري لدى مليشيا الحوثي".

كما أكد الصحفي كامل الخوداني، أن محمد قحطان مغيب منذ سبع سنوات في سجون مليشيا الحوثي دون أدنى حق من حقوق الإنسانية التي أقلها التواصل حتى مع أسرته أو مراعاة كبر سنه، مضيفا: "نطالب بإطلاق سراحه وسراح كل المغيبين والمخفيين والمختطفين في سجون هذه المليشيا التي لا تؤمن بالتعايش والحرية وحقوق وكرامة الآخرين".

إلى ذلك، أكد الباحث السياسي ثابت الأحمدي، أن المناضل ‎محمد قحطان، كان يدعو اليمنيين من مختلف الاتجاهات والمشارب إلى التعايش والتفاعل والعمل المشترك ونبذ الانقسامات، ولذا تواصل مليشيا ‎الحوثي إخفاءه بسبب هذه القيم الإنسانية والسياسية التي يحملها.

من جهته، قال الصحفي وضاح المنصوري، مخاطبا الأستاذ محمد قحطان، "سبع سنوات من الاختطاف والإخفاء دفعتها من حياتك ثمناً لمواقفك الشجاعة والثائرة والخالدة في مقارعة الظلم الإمامي والكهنوتي، فسلام عليك أينما كنت يا سليل الأحرار ويا مُلهم أجيال الثورات والانتفاضات".

‏الناشط الشبابي فارس فؤاد البنا، بدوره غرد متسائلا: "كيف للسّلام أن يحل ورجل السلم الأول في اليمن يقبع في غياهب المليشيات الحوثية، كيف للاتفاقات السياسية أن تسري وعراب السياسة اليمنية مختطف".

‏إلى ذلك، أكد عبدالله المنيفي الصحفي المحرر من سجون الحوثي، أن حامل ملف الأسرى الحوثي يتعامل بعنصرية طافحة وهو صورة مصغرة للحقد السلالي العنصري لمليشيا الحوثي ضد أبناء الشعب اليمني، خصوصاً المختطفين والمخفيين في سجون السلالة وفي مقدمتهم المناضل اليمني محمد قحطان.

‏لن يكون هناك سلام في اليمن، بدون وجود سياسيين حقيقيين، واختطاف الأستاذ محمد قحطان، منذ سبع سنوات جريمة سياسية وضد الإنسانية، وإطلاقه ضرورة وحدث سيمثل بارقة أمل في استعادة السياسة زمام المبادرة وإنعاش العمل السياسي.

‏ولمحمد قحطان مواقفه السياسية الراسخة طوال تاريخه النضالي، بإصراره على إشاعة منطق السياسة والشراكة كبديل عن الاحتراب والقطيعة، ولذا فإن له دَينا في أعناق كل السياسيين والنخب اليمنية، وعلى الجميع ألا يوفر جهداً للضغط من أجل الإفراج عنه.