آخر الاخبار

الرئيسية   حريات وحقوق

حصار مليشيات الحوثي وصالح لمدينة تعز يفتك بالسكان
حصار مليشيات الحوثي وصالح لمدينة تعز يفتك بالسكان

الأحد 11 أكتوبر-تشرين الأول 2015 الساعة 09 مساءً / سهيل-متابعات


سهيل نت:



قالت المنظمة العربية لحقوق الانسان في بريطانيا إنها تتابع تردي الأوضاع الإنسانية في مدينة تعز وسط اليمن بقلق بالغ، حيث ترزح المدينة تحت حصار خانق من قبل جماعة الحوثي وقوات علي عبد الله صالح لأكثر من ستة أشهر يمنع من وصول المواد الغذائية والطبية والمشتقات النفطية كما تقوم الميليشيات المسلحة بابتزاز المواطنين عند نقاط التفتيش إضافة إلى تعمد جماعة الحوثي قصف أحياء المدينة بقذائف الهاون والكاتيوشا، مما أدى إلى وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى بينهم نساء وأطفال.

وأضافت المنظمة أن مدينة تعز التي يقطنها مليون ونصف المليون مواطن تشهد نقصاً حاداً في المواد الغذائية وارتفاع الاسعار بشكل كبير خلال فترة ما بعد عيد الأضحى إلى يومنا هذا، حيث ارتفع سعر مياه الشرب الى 250% من القيمة المعتادة مع انعدامها بشكل ملحوظ في محطات تحليه المياه وذلك بسبب حصار المدينة.

وبينت المنظمة أن سكان محافظة تعز يعيشون منذُ أكثر من تسعة اشهر في ظلام دامس وانقطاع بشكل متواصل لشبكة الأنترنت وشبكات الهاتف النقال.

وتتعرض المدينة لقصف متواصل بقذائف الهاون والكاتيوشا خلال ساعات الليل والنهار تستهدف الأحياء المكتظة بالسكان ودور العبادة والأسواق الشعبية والشوارع العامة.

وأوضحت المنظمة أنه خلال شهر سبتمبر قتل أكثر من (157) مدنياً بينهم (12) امرأة و(19) طفلا، وبلغ عدد المصابين من المدنيين الذين تمكن فريق المنظمة من إحصائهم (284) مصاباً بينهم (55) امرأة و(127) طفلاً، وبحسب شهود عيان معظم القتلى والجرحى سقطوا جراء القصف المتعمد على الأحياء السكنية حيث توزع القصف على الأحياء (البعراره – وادي القاضي – النسيرية – وادي المدام – وادي الدحي – حي الروضة – حي الكوثر -حي السعيد).

وعلى الجانب الصحي أشارت المنظمة إلى ارتفاع عدد المصابين بحمى الضنك في المحافظة بحسب احصائيات رسمية طبية الى أكثر من عشرين ألف إصابة وتجاوز عدد المتوفين بسبب حمى الضنك المائة، ولايزال هناك توافد يومي كبير على المستشفيات والمراكز الصحية يفوق طاقتها الاستيعابية.

ووفقا لشهادات مواطنين استمعت لهم المنظمة بينت أن جماعة الحوثي وقوات علي عبد الله صالح تحاصر المدينة منذُ منتصف مارس المنصرم، وتمنع دخول المواد الغذائية والطبية والمشتقات النفطية وتقوم باحتجاز قاطرات تابعة للهيئات الإغاثية في طريقها الى مدينة تعز.

وعن المعاملة على نقاط التفتيش قال المواطن (م. أ) 29 عاماً "كنت راكباً بحافلة ركاب عامه يوم الأحد الموافق 4أكتوبر2015م وعند مرورنا بنقطة تفتيش تابعة لمسلحي الحوثي وصالح في منطقة سوق الزنقل غرب المدينة كان معنا في الحافلة امرأة معها كيس من الدقيق فقام المسلحين في النقطة بأخذ كيس الدقيق ونثره وسط الشارع، أمام أعيننا فكانت المرأة تبكي وتدعوا عليهم ولم يستطع أحد من الركاب أن يدافع عنها".

 وقال (س ن ص) 43 عاماً أنه مر بسيارته الخاصة في يوم الجمعة الموافق 2 اكتوبر 2015م الساعة الحادي عشرة صباحاً من منطقة الزنقل وذلك لعدم السماح له من قبل "نقطة تفتيش قرب جامعة تعز" بالمرور من شارع الجامعة، شاهدت في نقطة التفتيش التابعة للحوثيين في الزنقل مسلحين حوثيين ينزلون من داخل حافة ركاب ثلاث اسطوانات غاز إلى وسط الشارع وقاموا بتفريغها أمام الحاضرين ولم يستطع أحد إنكار ما تم فعله لخوف الناس من المسلحين.

وبحسب إفادة (هـ .ي) روى أنه واثناء مروره بنقطة تفتيش للحوثيين بمنطقة بير باشا غرب المحافظة يوم الثلاثاء الموافق 6 اكتوبر 2015م بشاحنته (وايت ماء) والتي يحمل فيها خمسة ألف لتر ماء صالح للشرب كان سيتم توزيعه مجاناً لأحد الأحياء المكتظة بالسكان داخل المدينة، "تم تهديدي بالقتل وإحراق الوايت من قبل مسلح حوثي في نقطة التفتيش او دفع مبلغ مئة ألف ريال يمني أي ما يعادل(450$) في حال الرغبة في مواصلة السير نحو وسط المدينة ولكني رفضت ذلك كون المبلغ المطلوب مني يفوق قيمة الماء بأكثر من ثلاثة أضعاف" .

وروى (ع. م) 34عام أنه أثناء مروره بنقطة تفتيش تابعة للحوثيين أسفل منطقة ثعبات شمال مدينة تعز شاهد مسلحين النقطة ينزلون من حافلة ركاب سلة بطاط وسلة طماطم (يصل وزن السلة الواحدة خمسة عشر كيلوا) وكانت البضاعة تعود لامرأة طاعنة في السن وتم أخذ البضاعة بحجة أنها ستذهب للمقاومة.

 يشار أن محافظة تعز تقع على الخط الرابط بين الشمال والجنوب ولها موقعها الإستراتيجي حيث تقع على الممر الدولي البحري باب المندب ويسعي مسلحي الحوثي والقوات التابعة لصالح السيطرة على تعز منذً منتصف مارس الماضي للوصول منها إلى محافظة عدن وبقية المحافظات الجنوبية.

وأكدت المنظمة إن ما يتعرض له السكان المدنيين في تعز من قتل وحصار يعتبر انتهاكا جسيما لقواعد القانون الدولي الإنساني، والمنظمة اذ تدين مثل هذه الانتهاكات والتي ترقى الى جرائم حرب توجه نداء إلى كل المعنيين في الملف اليمني إلى العمل فورا على رفع الحصار عن المدينة وإدخال كافة المستلزمات الغذائية والطبية.

ودعت المنظمة المجتمع الدولي والأجهزة المتخصصة في الأمم المتحدة إلى القيام بواجبها لوقف استهداف المدنيين وحمايتهم وفك الحصار عن المدنيين وتحمل المسؤولية الانسانية والقانونية تجاه ما يحصل في مدينة تعز اليمنية.