آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

المخفي زكريا قاسم في سجون مليشيات عدن.. عنوان لمأساة مستمرة وضمير إنساني غائب

الإثنين 30 يناير-كانون الثاني 2023 الساعة 10 مساءً / سهيل نت - خاص

بلا تهمة وبلا ذنب، يتعرض الأستاذ والناشط المجتمعي زكريا قاسم – 56 عاما-للتغييب والإخفاء منذ اختطافه قبل نحو 5 سنوات، في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، من قبل تشكيلات مسلحة، تدير عدن وتعمل خارج نطاق مؤسسات الدولة وتشكل خطراً على الأمن والسكينة وتنشر الرعب في أوساط المواطنين وتمارس الاختطاف.

ناشطون وحقوقيون أطلقوا حملة إلكترونية، تزامنا مع مرور 5 سنوات على إخفاء الأستاذ زكريا قاسم، مسلطين الضوء على جريمة إخفائه، وأوضاع العاصمة المؤقتة عدن، في ظل سطوة التشكيلات المسلحة الخارج عن النظام والقانون ومبادئ الضمير والقيم الإنسانية.

في البداية، أشار رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح في العاصمة المؤقتة عدن، خالد حيدان، إلى أن زكريا قاسم تربوي قدير ومشرف اجتماعي بمدرسة حمزة المعلا، والمدير التنفيذي لجمعية اقرأ التنموية، ورئيس لجنة الخدمات بالمجلس المحلي لمديرية المعلا 2001 – 2006، عضو ائتلاف عدن للإغاثة.

لافتاً إلى أنه عمل اثناء الحرب في الجانب الانساني والإغاثي، وأسعف العشرات من المدنيين، واختطفه مسلحون يتبعون "شلال شائع"، من أمام منزله بالمعلا في 27 يناير 2018 بصورة فجة وأمام مرأى الناس وهو في طريقه لأداء صلاة الفجر، ولا يزال مخفيا حتى اليوم.

مضيفا: "المهندس زكريا قاسم أكمل اليوم 5 أعوام من الإخفاء القسري في مكان غير معلوم بعد أن شهدت جهات معلومة بتحملها مسؤولية احتجازه أول الأمر ثم تنصلت".

وتابع حيدان: "وما زال مسؤولي الاحتجاز الغير قانوني يصرون على حرمان اسرة وأطفال وأهل وأحبة من ابنهم حتى من دون إبداء أي معلومات أولية لمكان وحالة المحتجز وهي أهم الإجابات الأخلاقية الغائبة والمفروضة حتى لو كان أسير حرب، فكيف إن كان أسير حب الناس وفعل الخير لهم؟".

وأوضح أن "أسرة زكريا قاسم، أصبحت مرهقة وهي عبثا تحاول معرفة مكان ابنها قبل حتى أن تعرف ما جرمه، ما الذي اقترفه، وبأي حق وتحت أي بند تم اختطافه؟ فالأسئلة البديهية حول مبدأ العدالة أضحت ثانوية الآن أمام وحش المصير المبهم للأستاذ المظلوم المخطوف قسرا المغدور فجرا".

- نموذج للسلوك الفاشي

وكيل وزارة الإعلام عبدالباسط القاعدي، أكد أن زكريا قاسم، ورفاقه من المخفيين قسرا، هم عنوان مأساة مستمرة يعيشها أبناء عدن، وأن التضامن معهم اليوم مسؤولية اخلاقية لكل المجتمع وناشطيه، ولا خير في أقلام لا تنصر مظلوما ولا تدافع عن حق وكرامة إنسان.

فيما قال الصحفي علي الفقيه، إنه قبل خمس سنوات اختطفت المجموعات المسلحة التابعة للانتقالي في عدن الشخصية التربوية والاجتماعية زكريا قاسم، ووضعته قيد الإخفاء القسري وما يزال مصيره مجهولاً إلى اليوم، مضيفا: "قليل من الإنسانية تكفي للكشف عن مصيره وإنقاذ عائلته من هذا الجحيم".

إلى ذلك، قال الصحفي سمير حسن، إن استمرار اختطاف التربوي والناشط في المجال الإغاثي زكريا قاسم، للعام الخامس على التوالي جريمة بشعة، ومنع أسرته من التواصل معه أو حتى معرفة مكان احتجازه، جريمة أخرى تضاف لجريمة اختطافه بلا مبرر ودون أي مسوغ قانوني.

مضيفا: "ينبغي على قيادة المجلس الرئاسي والحكومة ووزارة الداخلية القيام بخطوات تكفل فورا وضع حد لاستمرار هذه المعاناة وتلك الانتهاكات، وتوفر معلومات تجيب على استفسارات العائلات التي فُقد أحد أفرادها زوجا كان، أو أبا، أو أخا، أو ابنا".

فيما تؤكد الناشطة غيداء علي، أن استمرار احتجاز وإخفاء زكريا قاسم، ورفاقه، منذ أكثر من 5 سنوات، نموذج للسلوك الفاشي الذي يمارس في عدن ويتشابه تماما مع سلوك مليشيا الحوثي الإيرانية في المناطق المحتلة.

وتساءل الصحفي وليد المعلمي، "زكريا قاسم، وأحمد ماهر، وغيرهم المئات في غياهب السجون إلى متى؟"، فيما قال الصحفي وليد الراجحي، إن إخفاء التربوي زكريا قاسم دون أي تهمة، في عاصمة البلاد المؤقتة ‎عدن، هو ذات السلوك الذي يتعرض له المواطن في عاصمة البلاد المحتلة ‎صنعاء.

- جريمة بشعة

الصحفي غالب السميعي، كتب قائلا: "زكريا قاسم، مخفي في سجون الانتقالي في ‎عدن منذ خمس سنوات، وهو الرجل التربوي، والناشط الحقوقي، ورجل الخير والإنسانية، هو شخص مثقف وواعي، وصاحب خلق متين، وليس إرهابيا ولا فاسدا، فلماذا غيبتموه عن أولاده، وما هو ذنبه؟".

من جهته، قال الناشط الإعلامي يحيى السقير، إن زكريا قاسم تعرض للاختطاف في عدن ثم الإخفاء قسرا، لم يبسط على أرضية، لم ينهب، لم يقم بجباية إتاوات من أصحاب المحلات، لم يقتحم مباني خاصة أو عامة، من يفعل هذا أولى بالاعتقال والاحتجاز وليس زكريا وأمثاله من أبناء عدن الشرفاء.

الناشط إبراهيم عبدالقادر، قال: "لنسمي الأمور بمسمياتها، التربوي القدير زكريا قاسم في سجون المجلس الانتقالي، تعرض للاختطاف وإلى اليوم مخفي قسريًا ولا يعرف عنه أهله وذويه عنه شيء، ولا الحكومة ولا المجلس الرئاسي أيضًا، 5 سنوات من الإخفاء والتعذيب النفسي والجسدي، كل ذلك دون أي تهمة".

إلى ذلك قال الناشط خالد مزاحم، إن استمرار اختطاف التربوي والناشط في المجال الاغاثي زكريا قاسم، للعام الخامس على التوالي جريمة بشعة ومنع أسرته من التواصل معه او حتى معرفة مكان احتجازه جريمة أخرى تضاف لجريمة اختطافه بلا مبرر ودون أي مسوغ قانوني.

أما الناشط عبدالمالك الشميري، فقد دعا المنظمات الدولية إلى تبني قضية المختطفين والمخفيين قسراً، والضغط دولياً بوضع الأطراف التي تمارس الاختطاف ضمن القوائم السوداء وفرض عقوبات دولية عليها بسبب جرائم الإخفاء القسري والسجون السرية والتعذيب في اليمن.