آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

العليمي: محادثات السعودية والحوثي ليست الأولى ونرحب بها وأي اتفاق سيكون مع الحكومة

الخميس 23 فبراير-شباط 2023 الساعة 10 مساءً / سهيل نت

قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، إن الحل السياسي اليمني لن يأتي إلا إذا نضج الحوثيون سياسياً، موضحا أنه إذا توفر شرطان من الممكن أن نقول إن هناك بداية لنضج سياسي لدى المليشيا الحوثية.

وأضاف العليمي، أن الشرط الأول أن تتخلى مليشيا الحوثي عن فكرة الاصطفاء الإلهي لحكم البشر، لأن اليمنيين لن يقبلوا بذلك، فاليمنيون أنفسهم قاتلوا ألف سنة لهذا الغرض، وهناك انتقادات لهذه الفكرة حتى من المحسوبين على الميليشيات.

ولفت رئيس مجلس القيادة، في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط، نشرته اليوم، إلى أن الشرط الآخر هو أن تتخلى مليشيا الحوثي عن المشروع الإيراني الفارسي التوسعي في المنطقة، مشيرا إلى أن الإيرانيين يريدون تفريغ الدين الإسلامي من محتواه الحقيقي لأهداف سياسية.

وفي رده على سؤال حوال محادثات سعودية تجري مع الحوثي بمشاركة عمانية، قال العليمي: "هذه ليست للمرة الأولى، فقد كانت هناك "تفاهمات ظهران الجنوب" وانقلب الحوثيون على تلك التفاهمات والنقاشات، حتى قبل أن أكون في مجلس القيادة الرئاسي باعتبار عملي السابق كنت مستشاراً للرئيس السابق "عبدربه منصور هادي" نعرف أن هناك تواصلاً وقنوات اتصال".

مؤكدا دعم الوساطة السعودية مع الحوثيين بمشاركة عمانية، مشيرا إلى تلقي الحكومة اليمنية تحديثات مستمرة من الجانب السعودي بشأن مسار المحادثات، قائلاً إن أي اتفاق في نهاية المطاف سيكون بين الحكومة والحوثيين.

موضحا: "نعتقد أن النقاشات والتواصل عمل إيجابي، لأنه سيخدم عملية السلام والاستقرار في اليمن، الأمر الآخر، سمعناه من الأشقاء في المملكة، وهو أنه لن يكون هناك اتفاق سعودي – حوثي، وإذا كان هناك اتفاق فسيكون بين الحكومة اليمنية والانقلابيين".

وأضاف: "وإن أسفرت المحادثات عن خريطة طريق تبدأ بتمديد الهدنة، ووقف إطلاق النار، والدخول في مشاورات شاملة تشمل الجانب السياسي والأمني والعسكري والطرق والأسرى وكل القضايا، فهذا سيكون بين الحكومة والحوثيين".

وردا على سؤال حول علاقة الحكومة اليمنية بالتحالف، جدد العليمي، التذكير بأن التحالف تشكل بدعوة من الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي، لاستعادة الدولة اليمنية، واستعادة الشرعية الدستورية التي انقض عليها الانقلابيون، بعد حصار الرئيس وقتل المرافقين وحصار الحكومة وضرب قصر المعاشيق بالطيران، وخروج الرئيس السابق وطلبه التدخل بشكل مشروع وقانوني.

وتابع: "تدخل تحالف دعم الشرعية، وهناك من ينتقد أن 8 سنوات من العمل المشترك بين التحالف والحكومة الشرعية لم تسفر عن استعادة الدولة، لكننا نقول بالعكس، لولا هذا التدخل لكان الحوثيون يسيطرون على اليمن كاملاً، ولكانت إيران اليوم هي التي تسيطر على الممرات المائية في باب المندب وبحر العرب، بالإضافة إلى التهديدات المستمرة في مضيق هرمز، وهناك كثير من الناس الذين يتناسون هذا المنجز، على الأقل تمت المحافظة على جزء كبير من اليمن، كما تم الحفاظ على شرعية الدولة، وهي مصلحة وطنية".

مضيفا: "فنستطيع القول كانت هناك أخطاء من الحكومة والتحالف، وهي أخطاء تحصل لأنك تعمل، ومن لا يعمل لا يخطئ، ولكن اجتهد الجميع، وصوّبوا الأخطاء وهي بالنسبة لنا عبرة، عبر وجود استراتيجية واضحة لما ينبغي فعله في المستقبل"، مشيدا بكل الدعم المالي والتنموي الذي تقدمه دول التحالف، ولعل آخرها تمثل في بيان أعقب وديعة سعودية بمليار دولار دعماً للاقتصاد اليمني قبل يومين، إذ شكر القيادة السعودية، وعدّ ذلك نموذجاً للتضامن، وتأكيداً سعودياً على رؤية مسؤولة تجاه اليمن وهويته وشعبه.

وأشار العليمي، إلى أنه تم تشكيل مجلس الرئاسة لأهداف ثلاثة، الأول: استعادة الدولة، والثاني: جمع الكل تحت هذا الإطار، والثالث: منع الصراعات الداخلية، مؤكدا أن معالجة القضايا تقتضي منع نشوب أي صراعات قد تظهر داخل مناطق الحكومة الشرعية، وهذه الصراعات لا تخدم أحداً باستثناء الحوثيين.

وعن تشكيل قوات درع الوطن، قال رئيس مجلس القيادة، إنها في الأساس كان المفترض أن تتشكل قبل حتى إصدار قرار نقل السلطة إلى مجلس القيادة الرئاسي في أبريل 2022، وكانت هناك ألوية اليمن السعيد، وهذه الألوية ساهمت في الدفاع عن مأرب عندما كانت تحت حالة حصار شديد، حيث ساهمت بعض كتائب ألوية اليمن السعيد في تماسك مأرب وصمودها.

مضيفا: "كنا نفكر في مجلس القيادة تحت إطار خطتنا العسكرية المقبلة، حول ضرورة وجود قوة احتياطية مع الدولة، لأن هناك آلاف الشهداء في مختلف الجبهات، في الجوف والضالع ولحج والحديدة وصعدة ومأرب وتعز وشبوة وغيرها، وكثير من الجرحى أيضاً".

وتابع: "لذا كان لا بد من وجود دماء جديدة، ودرع الوطن تمثل هذه الدماء الجديدة، وهي قوة احتياط لا تؤدي أي مهام عوضاً عن أي قوات أخرى، سواء حرس جمهوري أو حرس رئاسي، هي قوة احتياطية لتنفيذ أي مهام يتم توجيهها من قبل مجلس القيادة الرئاسي".

وفي رده على سؤال بشأن استمرار السماح لرحلات مطار صنعاء، رغم انتهاء الهدنة، وأن ذلك يعد مكسباً حوثياً، قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إن "الهدف بالنسبة لنا ليس الحوثيين، ولكن مراعاة أهلنا في صنعاء وغيرها من المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، من مرضى والمضطرين إلى السفر، فنحن في النهاية مسؤولون عنهم، لأننا حكومة كل اليمنيين، ولا اعتبر ذلك مكسبا للحوثيين بل للحكومة".

وعن دور إيران، قال رئيس المجلس الرئاسي: "نحن متضررون من إيران، والحرس الثوري الإيراني هو سبب كل مشاكل منطقتنا، فهناك غرفة عمليات واحدة هي التي تدير هذا المشهد من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن، وعبر الحدود ربما لمواقع أخرى"، مشيدا بالموقف الأوروبي المطالب بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.