آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

يوم الخرافة.. يوم نهب لأموال الناس وتشويه لصورة الإسلام

الإثنين 18 يوليو-تموز 2022 الساعة 01 صباحاً / سهيل نت - خاص

جرب اليمنيون كهنوت وطغيان الإمامة زمنا طويلا، وتجرعوا الويلات في نسخته الحوثية الشاهدة اليوم على قبح وعنصرية وإجرام السلاليين بحق اليمنيين بكل وقاحة تبدأ بتقسيم المجتمع إلى سادة وعبيد وصولا إلى مصادرة حقوق وحريات وكرامة الناس.

يرتكب الإماميون شتى الجرائم من قتل وخطف وتفجير منازل ونهب أموال الناس واعتداء على الأعراض باختطاف وإخفاء النساء، لم يتركوا جرما إلا واقترفوه بحق الشعب اليمني، ولهم خطوات في مسيرة فجورهم تشبه خطوات الشيطان.

ولعل من أدق التوصيفات لجنايات الإمامة على اليمنيين، وكهنوتها وزخرف قولها وحقها الإلهي المزعوم، ما دونه شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني، رحمه الله، في قصيدته حكاية سنين: "أنصافُ آلهةٍ مطوَّقةٌ بأسلحةِ العِنايه، ووجوههمْ كاللافتاتِ على مواخيرِ الغوايه، كانوا ملوكاً ظلّهمْ حرمٌ ورقيتهم حمايه، فلحومنا لخيولهم مرعى وأعظمنا سقايه، وبيادرٌ تعطيهمُ حبّات أعيننا جبايه، والله والإسلام في أبواقهم بعضُ الدعايه".

‏وفي قصيدة أخرى أكد البردوني، رفض الشعب لأئمة الكهنوت:

لا "البدر" لا "الحسن" السّجّان يحكمنا

الـحكـم للـشعب لا "بـدرٌ" ولا "حـسـنُ"

نــحــن الــبـلاد وســكّــان الــبـلاد ومــا

فـــيـهــا لــنـا إنّنـا الــسّـكّـان والـســكـنُ.

وخلال الساعات الماضية، انطلق اليمنيون بدافع انتمائهم لدين الرحمة للعالمين وبواعث الفطرة الإنسانية السوية في حملة إلكترونية واسعة تحت هاشتاج "يوم الخرافة"، يحطمون أصنام الكهنوت، وينسفون خرافة الولاية السلالية، متبعين نهج الأنبياء وجوهر رسالاتهم التي بعثهم الله بها ليدكوا تماثيل الطاغوت، ويحرروا الإنسان من التبعية والخضوع إلا لخالق البشر.

مندوب اليمن لدى منظمة اليونسكو الدكتور محمد جميح، غرد بالقول: "الخسارة لعلي بن أبي طالب، والربح لعبدالملك الحوثي الذي فتح دكاناً وعلق عليه يافطة باسم علي، وباع فيه كل الممنوعات، وإلى ظهر "الإمام علي"، ولما ضج المستهلكون من العلب الفاسدة التي يبيعها الدكان بدؤوا بقذف الحجارة على اليافطة، ناسين أن عائدات المتجر تروح لحساب صاحب الدكان لا صاحب اليافطة".

‏مضيفا: "الذين يحطمون اليوم ولاية الكهنة إنما يحطمون الأصنام ذاتها التي حطمها أبو الأنبياء إبراهيم، والأصنام التي حطمها خاتم الأنبياء محمد عليهما الصلاة والسلام، الولاء لله والولاية للشعب، لا ولاية لكاهن".

‏وتساءل: "ما هو الحل مع كهنة، إذا استضعفوا تمسكنوا وقالوا نحن وصية رسولكم لكم، فاستوصوا بنا خيرا، وإذا تمكنوا استكبروا وقالوا نحن أوصياء الله عليكم، فاسمعوا وأطيعوا؟".

وأوضح جميح، أنه "جاء في نهج البلاغة المنسوب لعلي بن أبي طالب من رسالة أرسلها لمعاوية بن أبي سفيان: "إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فان اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضى"، ركزوا على قوله: "وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضى".

وتابع: "علي في الرسالة يقول إن أساس مشروعية إمامته هو اختيار المهاجرين والأنصار، وليس اصطفاء الله عز وجل أو وصية الرسول صلى الله عليه وسلم، والذين جاؤوا من بعد علي من الكهنة يقولون إن الإمامة فيه باصطفاء الله وبوصية النبي، لا باختيار الناس، يقولون ذلك، لا لأجل علي الذي جعل مشروعية حكمه تستند إلى اختيار الناس، ولكن لأجل أن يقولوا إن الله جعل الإمامة فيهم وراثة عن علي الذي لم يورث ولده الحسن من بعده، فما بالكم بعبدالملك وسفهاء المسيرة".

مشيرا إلى أن الأمر واضح، بأن هؤلاء اللصوص لا يمثلون علياً ولا ولديه، والقول بوجوب الإيمان بولاية علي لا يعني إلا أنهم يريدوننا أن نسلمهم بلادنا وثرواتنا ومستقبلنا، على أساس أن الدين يؤخذ بالوراثة كالدينار والدرهم، والأفضل لنا ولهم ألا نستدعي التاريخ وعلي بن أبي طالب، في معركة لا دخل له بها.

وخاطب جميح، مليشيا الحوثي الكهنوتية بالقول: "عيب، استحوا، كلما حركتكم أطماعكم في السلطة والثروة نبشتم علياً من قبره لتستروا به سواءاتكم المكشوفة للناس، هذه أكبر إساءة للرجل على مر العصور".

‏‎في السياق قال وزير الأوقاف والإرشاد الشيخ محمد عيضة شبيبة، في وصف الحوثي وكل كهنوتي إمامي، "ولد فاسد وسارق وسافل في كل تصرفاته، أقوى علاقاته مع المحششين والمروجين، لا حرمة عنده للأموال ولا للأعراض ولا للدماء، احتل بيوت المواطنين ونهب رواتب الموظفين، وزرع الألغام في الطرق وحاصر المدن وأكل الأخضر واليابس، ثم ينسب نفسه إلى رجل نظيف ويقول لكل الناس أنا ابنه وهو أبي وأنا أسير على نهجه وامتداد له ومن أحبني فقد أحبه ومن أبغضني فقد ابغضه ومن والاني فقد والاه".

وأضاف: "ويخرج كل سنة في احتفال يسميه الغدير يؤكد هذه العلاقة!، والسؤال: من هو أكبر من يسيء لهذا الأب النظيف؟ ومن هو الذي يصر على تشويه صورته حينما يزعم أنه ابنه وأنه على نهجه وبنفس طريقته؟ يا له من عاق والديه!".

الدكتور محمد موسى العامري، نائب رئيس هيئة علماء اليمن، أكد أن ما يسمى يوم الغدير بالنسبة للحوثيين يوم نهب وجبايات، وتحايل على أكل أموال الناس بالباطل، وطعن وتشكيك بالصحابة، وترسيخ معاني الكراهيات والعصبيات، مشيرا إلى أن من يروجون لما يسمى "الغدير" ليسوا على استعداد للمناقشات العلمية والتاريخية وتحقيق الروايات فيها.

وكيل وزارة العدل فيصل المجيدي، قال إن "الاحتفال بما يسمى بيوم الولاية نقض لعُرى الإسلام القائم على العدل والمساواة، "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، "الناس سواسية كأسنان المشط "، لكن من يحتفلون به يقولون إن الله خلق بشرا بجينات راقية كحكام مفروضين من السماء وبقية الخلق محكومين وعبيد تابعين لهم إلى يوم القيامة".

‏وأوضح أن "من يقول بالولاية لفرد أو سلالة ويزعم أن هناك نصوصا دينية تزعم ذلك فقد كذب على الله، كأنما يقول إن الكفاءة انتزعت من البشرية وأن الناس خلقوا عبيدا".

‏من جهته، أكد الصحفي غمدان اليوسفي، أن ‏الولاية فكرة تلغي الدين، وتحول الرسول عليه السلام من نبي إلى ملك، فالأنبياء لا يورثون شيئا، أما الملوك فيفعلون، مشيرا إلى أن "مشروع إحياء الولاية هو إعادة لتدمير قداسة النبي والصحابة في قلوب المسلمين، وهو الأمر الذي يشكل خطرا من خلال خلق آلاف الأسئلة، ولن يجد الناس جوابا يقنعهم".

وعلق اليوسفي، في صفحته بتويتر، على مقطع فيديو يظهر استعباد الحوثي للأطفال وتجنيدهم وإخضاعهم لكهنوته بقوله: "اليمن الذي يراد لنا أن نتعايش معه كواقع!!، مشهد لا يشبهنا ولا نشبهه، ولا يشبه عصر النور الذي تعيشه البشرية، عبودية ولى زمنها"، مضيفا: "مهما استبدت بنا عبودية الصورة، فإن صورة الحرية التي ألفناها وصنعها الآباء لن تخبو في أرواحنا وفي وجدان أجيالنا القادمة".

من جانبه، قال عضو مجلس النواب محمد الحزمي، إن الكهنوتيين عطلوا رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وجعلوها كلها محصورة في الحكم والزكاة والخمس للبطنين، لذلك لا يهتمون بالمساجد ولا بالقرآن ولا بالأخلاق ولا بتعبيد الناس لله، بل بتعبيد الناس لسلالة البطنين.

إلى ذلك، أوضح الناشط الحقوقي رياض الدبعي، أن الولاية في مفهوم مليشيا الكهنوت الحوثية الإمامية هي زرع الألغام والقتل والقنص والاختطاف والتعذيب وحصار المدن وتطييف التعليم، وسجن النساء وتكميم الأفواه ومنع الناس من ممارسة حرباتهم والتدخل في حياتهم الشخصية وكذلك نهب الأموال وتسخيرها لقتال كل من يعارض نهج الحوثيين.

الباحث والإعلامي عبدالله إسماعيل، أكد أن خرافة "الغدير" مؤامرة هدفت إلى تقديم الإسلام عنصريا سلاليا، ورسوله الكريم – حاشاه – دنيويا يبحث عن جائزة للنبوة، مشيرا إلى أن خرافة الولاية هي الطريق الأبشع والأحقر لاستخدام الدين لأغراض التسلط والسيطرة، والحكم تحت مفهوم الأحقية الإلهية، ومفهوم إبليس "أنا خير منه".

‏مضيفا: "يا أهلنا.. لا أحد في اليمن إلا ويحب عليا رضي الله عنه، لكنهم يريدون منك أن تحب عليا وتكره أبابكر وعمر وعثمان، وتكره الصحابة وأمهات المؤمنين، وبعدها ترفض كل ما وصلنا منهم عن رسول الله".

المحامي محمد المسوري، قال إن "الكهنوتيين عبر خرافة الولاية ينهبون مبالغ خيالية بالجبايات المتعددة، مشيرا إلى أنه في إيران أصبح صاحب العمامة من الأثرياء وله حسابات بنكية في بنوك خارجية، وفي اليمن يقوم الحوثة بنفس الطريقة في النهب والسلب والجبايات المتنوعة، ويستخدمون ‎"يوم الخرافة" للاستيلاء على السلطة ونهب الثروات، والإسلام براء من خرافتهم".

من جهته، لفت وكيل وزارة الإعلام عبدالباسط القاعدي، إلى أنه يقع على عاتق النخبة توعية الشعب ببطلان ‎يوم الخرافه التي تمثل واجهة المشروع الإيراني، وكيف أنها تتنافى مع قيم الدولة وهي بمثابة خروج عليها، وأيضا إبطال سعي الحوثي لتسويق أحقيته بالولاية "الحكم" وترسيخ الموضوع لدى عامة الشعب بأن هذا ادّعاء مكذوب وهو أمر يناقض قيم الدين والدولة.‎

إلى ذلك، أكد الناشط الحقوقي همدان العليي، أن كل من يقرأ كتب التاريخ، يعرف جيدا أن جريمة السلالة العنصرية ما زالت ترتكب حتى هذه اللحظة في حق اليمنيين، مشيرا إلى أنه ليس من حق أحد أن يطالب هذا الشعب المظلوم أن يصمت، مضيفا: "على اليمنيين أن يوجدوا خياراتهم المناسبة لاستعادة دولة المواطنة المتساوية".