آخر الاخبار

الرئيسية   حوارات

تهميش المحافظة واضح..
رئيس إصلاح الحديدة يدعو إلى وحدة الصف وإعادة تهامة لأبنائها

الإثنين 19 يونيو-حزيران 2023 الساعة 10 مساءً / سهيل نت

أكد رئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح في محافظة الحديدة الشيخ هادي هيج، أن الأجواء الديمقراطية والتغيير الذي شهده المكتب التنفيذي ودوائر المرأة والدائرة القضائية في المحافظة، ضخ دماء جديدة بنسبة 90% في قيادة التجمع بالمحافظة، بما في ذلك مجلس هيئة الشورى المحلية.

وحذر هيج، في حوار مع "الصحوة نت"، من تصعيد المليشيات الإرهابية الذي يستهدف الملاحة الدولية والأمن والاستقرار للدول المطلة على البحر الأحمر، وتهديد خطوط التجارة العالمية، مؤكدا أن هذا التهديد الخطير يستوجب موقفا دوليا حازما، لأن الخطر يهدد الجميع.

فيما يلي نص الحوار:

- لإصلاح الحديدة قصب السبق في احداث تغيير شامل في قيادته.. هل كانت عملية التغيير وفق اللوائح أم استجابة لضرورة المرحلة ومتطلبات التغيير؟

في الواقع المتابع للتجمع اليمني للإصلاح منذ انطلاقته السياسية، دأب على التجديد والإصلاح والتغيير، ولم يكن مجرد شعارات، ومارس ذلك على مستواه الداخلي، وهذا ليس بجديد على الإصلاح فتاريخه مشرق. في الحديدة أنجزنا هذا التغيير بالرغم من كل الظروف، وحين قرر الاصلاح فعل ذلك، بث دماء جديدة وشابة في حراك ديمقراطي أحدث تغييرا جذريا شاملا للمكتب التنفيذي ودائرة المرأة والدائرة القضائية وقيادة هيئة الشورى المحلية. وشكلت هذه النقلة التي جرت وفق اللوائح الشوروية والديمقراطية الداخلية وأنتجت هذا التغيير، تقريبا بنسبة 90% حيث لم يعد للمكتب التنفيذي السابق من تواجد فيه إلا بنسبة 10% وكانت من التجارب والنقلات النوعية، وكما يقول بعض الشباب كنا نعتقد أن التغيير سيكون جزئيا فحدث تغيير شامل، وهكذا سارت العديد من المكاتب التنفيذية في المحافظات الأخرى نحو التغيير والتجديد. وهذا ليس بغريب على الإصلاح في ممارسته لقواعد العمل الانتخابي والديمقراطي الداخلي الحر، ويأتي وفق الاهداف والبرامج واللوائح للإصلاح وايضا وفقا لقانون الأحزاب والتنظيميات السياسية.

- هل كان التغيير مطلبا داخليا، أم تغييرا استدعته الظروف والمتغيرات؟

في الحقيقة ما حدث كان عرسا ديمقراطيا أعادنا إلى واقع الممارسة الديمقراطية والشوروية التي دأب الإصلاح على ممارساتها داخل إطاره التنظيمي، وبالنسبة للتغيير ليس قرارا وإنما منهجاً وسلوكا للتجمع اليمني للإصلاح، ونحن قررنا في الإصلاح أن نجري انتخابات داخلية في المكتب التنفيذي ودائرة المرأة والدائرة القضائية وقيادة هيئة الشورى المحلية وكانت الامانة العامة في الصورة وعلى علم بذلك.

- لا شك أن الحرب أثرت على الإصلاح عموما والحديدة خصوصا.. هل كان للصراع تأثيرا على ممارسة وإنجاز هذا التغيير؟

الوطن لا تغلى عليه التضحيات وسنضحي بكل ما نملك بالغالي والنفيس من أجل الوطن ونحن جزء من الشعب اليمني الذي يقاوم مليشيات الحوثي وانقلابها واختطافها للدولة، وستجد أبناء الحديدة في كل الجبهات منهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر ومنهم من أصيب ومن شرد ومن اختطف واعتقل، كل أبناء الحديدة قدموا تضحيات ومنهم الإصلاح. صحيح أن الحرب التي فرضتها مليشيات الحوثي أثرت على جميع الكيانات والمكونات الحزبية والسياسية والمكونات التهامية وعلى رأسها الإصلاح فالبلاء عم الجميع ونحن جزء من هذا الشعب ونحن راضين عما قدمنا وسنقدم، وما هو أكثر من ذلك. وفي الواقع تداعيات الحرب أثرت على الاصلاح نعم، لكنه بقي على عهده في مواقفه الثابتة في القضايا الوطنية وكذا التزاما واحتراما لقواعد التداول الديمقراطي داخل التجمع والحزب نفسه.

- ماهي التضحيات التي قدمها إصلاح الحديدة في مواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية ومعركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب؟

هناك أرقام لعدد الشهداء والجرحى والمختطفين، وهذه الأرقام متجددة ما دامت الحرب قائمة، وإصلاح الحديدة قدم آلاف الشهداء والجرحى وتجاوز ألف مختطف، أفرج عن عدد منهم في عمليات التبادل السابقة ولا يزال هناك مختطفين، قرابة 60 مختطفا، وهناك جرحى نرعاهم واسر شهداء. ونحن نناضل من أجل رعاية الجميع وهؤلاء إخواننا بغض النظر أن يكون حتى هؤلاء منتمين للإصلاح أو غير منتمي ولا نفرق بينهم على أساس الانتماء الحزبي وأي واحد من أبناء الحديدة نعتبر أنفسنا نحن مسؤولين عنه ونناضل من أجل الجميع شهداء وجرحى ومختطفين والسعي لدى الجهات الرسمية في الوقوف مع من بذلوا التضحيات لأجل اليمن وهويته وكرامته، والمختطفين معنا لجنة خاصة بذلك تتابع رعايتهم وخرج الكثير منهم ونتابع خروج البقية من سجن الإرهاب الحوثي بالحديدة.

- في قضايا المختطفين هناك من أبناء الحديدة ومنهم أعضاء في الإصلاح لا يزالون في سجون الارهاب الحوثي.. ما الجهود التي تبذلونها في تحريرهم؟

نحن أعطينا الأولية للمختطفين ولا نزال نسعى في تحرير من تبقى منهم ونتابع لجنة الأسرى والجبهات لإخراج هؤلاء، لكن التبادل لا يكون مع المليشيات سهلا وبأنه يمكن أن تطلب تحرير مختطفين وتوافق المليشيات. للأسف المليشيات تعرقل مثل هذه المبادرات ويتم تقديم كل طرف بمجموعة ويحدث اعتراضات بالرغم أننا نطالب في كل مرة بصفقة الكل مقابل الكل لكن المليشيات حولت قضية المختطفين إلى ورقة للابتزاز السياسي، وليس باعتبارها قضية إنسانية، ونحن نبذل جهودا لأجل ذلك بالتنسيق مع الوسطاء المحليين والاقليميين وكذا مع المجتمع الدولي.

- ما هو الدور الذي قدمه الإصلاح في الجانب الإعلامي والحقوقي فيما يتعلق بالانتهاكات المروعة التي تمارسها مليشيات الحوثي بحق سكان الحديدة؟

في الواقع لدينا دائرتان للإعلام وأخرى للحقوق والقانون وتمارسا دورا كبيرا في عمليات رصد الانتهاكات الحوثية وتتبني قضايا المواطنين وكشف هذه الانتهاكات المختلفة، ودور الاصلاح في هذا الجانب واضحا وجليا للجميع عبر وسائل الإعلام والسوشيال ميديا. والإصلاح وإعلامه وإعلاميه يتصدرون المشهد في تبني وتناول قضايا الاختطاف ونهب الإيرادات وزراعة الألغام والتهجير ونهب الأراضي وعمليات القتل والسحل وتدمير البنية التحتية ونهب الموارد وفرض الرسوم الباهظة خارج القانون وحرمان السكان من خدمات الكهرباء والمياه والنظافة ونهب المزارع وعمليات التعذيب ومصادرة الممتلكات وانتهاك حقوق المرأة والطفل وغيرها من الجرائم الوحشية. وكذلك الحصر والتوثيق والنشر ومتابعة الجهات الحقوقية في التدخل وكشف جرائم الارهاب الحوثي للراي العام المحلي والإقليمي والدولي.

- ما هي دلالات مضي الإصلاح في إنجاز انتخابات وحداته في المحافظات الأخرى برغم ظروف الحرب؟

في الحقيقة أن الإصلاح يمارس أعماله السياسية وفق لوائحه وبرامجه المنظمة وما حدث ويحدث في الحديدة والمحافظات من تغيير في قياداته، هذا المتغير ليس بجديد على الاصلاح فهو يحقق الممارسة الشوروية والديمقراطية في داخله، منطلقا من مبادئه وإيمانه بالديمقراطية في إحداث التغييرات. وبصراحه هذا إنجاز، يحسب للإصلاح بالرغم من الحرب إلا أن الإصلاح يمارس سلوكا مدنيا يحقق من خلاله تمسكه بالمدنية والتحديث والديمقراطية والتجديد، لأن الماء الراكد في الحياة يأسن. ولذلك تفوق الإصلاح على كل عوامل الركود والسلبية وانطلق ليمارس أداءه المدني وسلوكه الحضاري في ترسيخ قيم الديمقراطية في داخله. ونحن نهنئ مكاتب الاصلاح في كل المحافظات التي نحت نحو التغيير ونشيد برسم هذه اللوحة الفنية السياسية للإصلاح ونشجع الآخرين لينحو منحى الإصلاح في الحديدة، تعزيزا لقيم الديمقراطية والشورى. وأتوقع في المراحل القادمة أن تستكمل مكاتب الإصلاح في كل المحافظات إحداث مثل هذه النقلات المدنية والتجديدية لتعزيز قيم التغيير والتحديث، وكانت الحديدة هي السباقة في هذا التجديد. وهذا التوجه العام للإصلاح منذ انطلاقته السياسية وما تمكن الإصلاح من عمله، وهذا التجديد، ليس قرار مكاتب، بل هو توجه عام للتجمع من قياداته العليا.

- باعتقادك ما هي القضايا المؤرقة للسكان في داخل الحديدة في مناطق سيطرت المليشيات؟

هناك قضايا متعددة يصعب حصرها، لو ضربنا مثلا المرتبات، الناس تعيش في ظنك من العيش والمعيشة الصعبة وتمكنا مع كل الجهات المعنية في انتزاع توجيهات حكومية بصرف رواتب المعلمين لسبع مديريات ومنهم النازحين وكنا نتابع أن يكون هناك رواتب لكل الموظفين لكن في الحقيقة أن مليشيات الحوثي تعرقل هذه الجهود التي مشينا فيها من خلال تجزئة العملة واستهداف اليمن ووحدته فعمدت للانفصال بالعملة الوطنية. فهي لا تريد أن ترحم المواطنين ولا تريد رحمة الله تنزل عليهم، هي تعرقل كل شيء، وكذا نهب الأراضي التي أصبحت كارثيا وممنهجاً، وتستند المليشيات في هذه العمليات لأحكام بعضها تعود لعهد الإمام أحمد ويحيى وغيرها من المغالطات وعمليات التزوير لتبرر نهب حقوق أبناء تهامة. وكذا القتل بدم بارد، مثلما حدث للحاج عبدالسلام الشميري قتلوه داخل منزله وهناك من قتلوهم في أراضيهم ومزارعهم وقتلوا آخرين في القرى والطرقات إضافة لعمليات القتل اليومي بالألغام والقنص والقصف. جرائم متعددة يصعب حصرها في هذا الحوار.

- إلى متى سيستمر هذا الحال في نهب مدخرات وايرادات الحديدة من قبل المليشيات الحوثية؟

في الواقع مليشيات الحوثي نهبت البلد بأكمله، والحديدة جزء من هذه البلاد. صحيح أن الحديدة هي المغذي والشريان الوحيد لليمن وهي الرئة التي يتنفس منها اليمنيون الا أن المليشيات حولت كل هذه الايرادات إلى جيوبها وكروش قادتها وأرصدتهم. كان هناك بند في اتفاق استكهولم أن تخصص موارد الحديدة لمرتبات الموظفين وجمعت مبالغ كبيرة في البنك المركزي في الحديدة، وللأسف نهبتها مليشيات الحوثي كاملة، فالحديدة ايراداتها كبيرة لكنها منهوبة ولا يستفيد منها أبناؤها الذين يكابدون المجاعة والفاقة والفقر. ونحن في الإصلاح نتحدث عن هذه المأساة سواء في المحافل الدولية أو غيرها ومع الدولة أو مع الإعلام، يجب أن تنصف الحديدة، كيف نتحدث عن غرفة مظلمة بعد أن صارت الحديدة بلا كهرباء، حولتها المليشيات باتجاه منازل وفلل وبيوت قادتها في صنعاء والحديدة بينما المواطنون يعانون من الحر والظلام، كل ذلك يحدث أمام مرأى ومسمع الجميع في الداخل والخارج.

- يرى الكثيرون أن اتفاق استكهولم أو اتفاق الحديدة علي وجه الخصوص كان كارثيا على المحافظة ما تعليقكم؟

أي اتفاق بين طرفين، فيه سلبيات وفيه ايجابيات فأي اتفاق بين طرفين سيكون فيه الجيد وفيه الجانب السيئ، وهذا طبيعة الاتفاقات والمفاوضات، الحقيقة أن الشيء الذي كنا نأمله بأن يكون للأمم المتحدة دور في تطبيق تلك الاتفاقيات التي أن طبقت بشكل صحيح كان بالإمكان أن تكون مخرجا لليمنيين من الاستمرار في الحرب والجنوح للسلام. مثلا خروج المليشيات من مدينة الحديدة وموانئها والانسحاب منها وصرف رواتب الموظفين والعودة إلى سلطة 2014م وغيرها من البنود التي كانت ستدفع باتجاه الحل والسلام، لكن مليشيات الحوثي انقلبت على بنود الاتفاق، ومع الأسف الأمم المتحدة تعاملت مع هذه الاتفاقيات بتململ كبير مع الطرف الآخر. وحين شكلت بعثة الأمم المتحدة للحديدة "اونمها" تصور هذه اللجنة هي موجودة تحت سيطرة مليشيات الحوثي وبالتالي هي تمرر إملاءاتهم، لتصير البعثة الأممية رهينة المليشيات الحوثية، تحركاتها ممنوعة، وتصريحاتها لقاءاتها زياراتها. يعني لا تتم الا بإذن الحوثي. تصور هذا وضع البعثة الأممية، وضعها هكذا كيف لا يكون تصورك لعملها، لن تكون محايدة وفاقدة المهنية، ولم تستفد من إيجابيات الاتفاق لا الحديدة ولا حتى اليمن. كان بإمكانه أن يكون مخرجا لكن المليشيات خرجت عن خطوط الاتفاق وبنوده ولجأت الأمم المتحدة للصمت وخذلان أبناء الحديدة وهذا أثر على الجبهة وبادرت القوات المتواجدة هناك للانسحاب وكان يفترض أن يحدث انسحاب مقابل، فكان التموضع من طرف واحد وكان فيها من التسرع وأثر ذلك على أبناء الحديدة. وخاصة في هذه المناطق التي ارتكبت فيها مليشيات الحوثي جرائم حرب بحق الانسانية في مناطق الدريهمي والجاح والتحيتا.

- فيما يتعلق بالألغام سبق للإصلاح أن أدان في العديد من البيانات هذه الكارثة.. كيف تجدون استجابة الجهات المحلية والإقليمية والدولية أمام هول ما يحدث من قتل بشكل شبه يومي؟

الألغام جرائم ترتكب بحق الإنسانية في الحديدة والمليشيات لم تزرع الحديدة إلا بالموت، وصراحة بالرغم من الجهود التي تبذلها لجان الهندسة للقوات المشتركة وبرنامج مسام التابع للأخوة الاشقاء في السعودية من جهود مشكورة، إلا أن كثافة الألغام مهولة وكبيرة وهي ستأثر على ابناء الحديدة لعقود من السنين. ونحن ندعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته الاخلاقية والقانونية إزاء عمليات القتل اليومي التي تتسبب فيها الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي وتقدرها تقارير محلية ودولية بمئات الآلاف من الألغام والمتفجرات المختلفة.

- ما هو موقف الإصلاح مما يحدث في المياه الإقليمية والدولية في البحر الأحمر؟

يدرك الإصلاح مخاطر ما يحدث في البحر الأحمر وما تمثله مليشيات الحوثي من تهديد خدمة لأجندات إيرانية في محاولة للعبث بأمن هذه المنطقة الاستراتيجية لبلادنا في مياهنا الإقليمية والدولية، وأن ما يحدث هو نتيجة هذه الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي الإرهابية وهي تتحمل مسؤولية هذه المخاطر وأهم خطر هو تهديد هذه المليشيات لأمن البحر الأحمر. الحوثي ينصب قوارب مفخخة وصواريخ مجنحة وألغام بحرية وينشئ معسكرات في الشواطئ المتاخمة للبحر الاحمر وهذا خطر شديد، والممر الملاحي باتت المليشيات الحوثي تهدد السفن والتجارة الدولية فيه، وهذا خطر باعتبار باب المندب أحد أهم الممرات الدولية للتجارة العالمية.

- لكن المجتمع الدولي يصمت إزاء هذه المهددات.. برأيك لماذا كل هذا الصمت؟

العالم الآن في ضوء المستجدات خائف على مصالحه والتواجد في البحر الأحمر سببه خوف الدول على مصالحها وملاحتها وتجارتها من أن تتعرض للقرصنة والاستهداف خاصة وأن من يهدد أمن البحر الأحمر ليست دولة ولكنها مليشيات لا أخلاق ولا قيم ولا نظام لها. ويمكن أن تستأجر هذه المليشيات من أي طرف يريد أن يهدد هذه الدولة أو تلك، وهذا يزعج دول العالم والعالم برمته، وسيكتشف العالم بأن هذا الصمت له ما بعده من المخاوف التي لن ينفع الندم حين يقع فأس الإرهاب الإيراني وميليشياته على رؤوس الجميع.

- كيف ينظر الاصلاح للحراك الدولي من أجل السلام في اليمن؟

بصراحة الحراك ليس بحجم تطلعات اليمنيين لإنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن، الطموح هو أن تنتهي هذه الحرب لكن العالم لا يساعدنا بما فيه الكفاية لا يقاف تعنت مليشيات الحوثي وإصرارها على المضي في حربها ضد الشعب اليمني وضد دول الجوار، بل وتهديدها للملاحة الدولية وأمن الدول المطلة على البحر الأحمر. نريد العالم أن يشكل ضغطا حقيقيا على المليشيات، فالحوثي لن يستطيع أن يتحرك، لكن يبدو وكما هو السائد عند اليمنيين بأن هناك تواطؤا أو موقفا رخوا من المجتمع الدولي إزاء ما تمارسه المليشيات من سلوك عدواني يضاعف من مأساة الحرب في اليمن بل ويوسع هذه الحرب إلى مناطق أخرى برا وبحرا وتهديدات المليشيات تطال الجميع، دول الجوار وكذا الدول المطلة على البحر الأحمر وكذا التجارة الدولية، يعني دول العالم، وللأسف لا يوجد حتى الآن موقف حازم يراه المواطن العادي، بل إن الموقف البارد يعني التواطؤ مع المليشيات.

- ما يحدث من تصريحات عنترية من المليشيات وتهديدها المتكرر.. ماذا يعني في واقع هذه الحرب؟

تهديدات الحوثي، هي بصراحة تهديدات بالنيابة عن إيران. إيران وعبر ميليشياتها صارت أكثر خطورة في تواجدها ولديها طموح في التوسع في المناطق العربية من العراق إلى لبنان وسوريا، لليمن إلى باكستان وأفغانستان، ومع ذلك في اعتقادي أن إيران ستنفجر من الداخل وهي القنبلة الموقوتة التي ستبدد مخاوف الجميع وميلشياتها ستنهار عند انهيار ممولها ووكيلها الفارسي.

- إزاء ما يحدق بالحديدة من مخاطر.. ما هي دعواتكم للمكونات التهامية؟

الواقع اليوم ليس وضع تشتت وليس وضع تنافس، الواقع اليوم واقع يستهدف الجميع حين يكون الوضع طبيعي لا مشكلة نتنافس وفق قواعد الديمقراطية وبروح وطنية واحدة وتعدد وجهات النظر واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية. لكننا اليوم أمام عدو يريد اجتياح الجميع يريد العودة للماضي يريد أن يقيم دولة كهنوتية على حساب الجمهورية والدولة الاتحادية المنشودة. لذا ندعو كل المكونات التهامية سياسية واجتماعية وقبلية ومدنية وعسكرية أن توحد جهودها وترص الصفوف لتحرير الحديدة. اليوم أصبح الجميع يدرك أهمية أن يتحد الجميع في تحرير الحديدة وانتزاعها من مخالب هذه المليشيات وإعادتها لأبنائها ولليمن ودون هذا التوحد لن يكون إلا المزيد من التمزق، وصعوبة تحرير الحديدة يكمن في تفرق أبنائها وهذا واقع تستفيد منه المليشيات الحوثية، وأيضا التشرذم سيضعف القضية التهامية ولن يكون لتهامة صوت إلا إذا توحدت. ونحن في الإصلاح مستعدون أن نكون مع أي مكون تهامي وغيره من المكونات السياسية، المهم يكون الهدف هو تحرير الحديدة من هذه المليشيات ونحن مستعدون أن نكون إلى جوار كل المكونات دون استثناء لتحرير الحديدة.

- هناك حراك سياسي مدني لمؤسسات المجتمع المدني شهدته الحديدة خلال الأشهر القليلة الماضية ما دلالاته؟

نحن مع أي شخص أو مكون ونحن مستعدون أن نشارك في كيان ولا نحبذ أن ندخل في أي مكون دون طلب ومن يريد أن يسير لوحده في صناعة مكونات ما دامت في إطار تحرير الحديدة واستعادة الدولة فنحن معه وإن كنا ليس ممثلين فيها، نحن مع أي حراك جاد يفضي لانتزاع تهامة من قبضة مليشيا الحوثي وانتزاع حقوق تهامة وتحرير الحديدة من مليشيات الحوثي الإرهابية.

- هل هناك مكون تهامي جامع... ما صحة ذلك؟

حقيقة نحن سمعنا كما سمعتم عن هكذا مكون لكن لم ندع إليه حتى الآن ولم يعلن شيء من هذا القبيل، وإذا تشكل نحن مستعدون أن نكون ضمن هذا الحراك ما دامت أهدافه واضحة وجلية وتعزز استعادة الجمهورية والدولة وتحرير الحديدة من مليشيات الحوثي.

- أين يقف الإصلاح من مختلف المكونات؟

نحن نمد أيدينا للجميع كما قلت دون استثناء ما دام في إطار الدفاع عن الأرض والإنسان والهوية، ندعو الجميع لتوحيد الجهود ورص الصفوف وتبني قضايا الحديدة وتهامة واستعادة الدولة والشرعية.

- هل هناك تواجد للإصلاح في الساحل الغربي؟

 نحن نتواجد وقاتلنا في الساحل الغربي ونساند الجيش والأمن حتى في الساحل الغربي والشيخ يحيى منصر شيخ قبيلة الزرانيق قاتل المليشيات مع الشرارة الأولى من هذه الحرب، وأي أحد من شبابنا أراد الالتحاق بالقوات المشتركة والعمالقة والمقاومة التهامية وغيرها كنا نسمح له أن يتجند، لكن كنا نفصله من الحزب لأننا نؤمن في أدبياتنا بأن لا نسمح لأي من الجنود سواء كانوا في الأمن أو الجيش أن يكونوا ضمن الأحزاب السياسية، وهذا أيضا التزام منا بالقانون، وكان لنا إسهام في الجانب المعنوي وهناك الكثير من شبابنا ارتقوا شهداء في مختلف القوات المشتركة ووحداتها وألويتها.

- ما تعليقكم على التحرك الحوثي الكبير من خلال المخيمات والمراكز الصيفية؟

المخيمات الصيفية الحوثية خطر يهدد ليس الحديدة ولكن يهدد اليمن، هو حشو مذهبي عنصري وتغيير للهوية واستهداف للتاريخ والديمغرافيا، ونحذر هنا من خلق جيل تصدير الثورات جيل على غرار فيالق وغزوات وعقائد وخرافات وأوهام ما أنزل الله بها من سلطان. واستمرار غض الطرف عن تجنيد المليشيات الحوثية للأطفال واستخدامهم في الحرب، هذا مسلك تدميري يهدد مستقبل اليمن ويهدد الإقليم والعالم، لأن هؤلاء الأطفال يشحنون بأفكار الموت والحرب والكراهية والحقد والإرهاب، وسنحتاج لعقود من السنين في مواجهة هذه الأفكار ومكافحتها.

- ماذا عن تهميش الشرعية لأبناء الاقليم التهامي؟

تهميش إقليم تهامة صار واضحا ويجب على الشرعية وأجهزة الدولة أن تراجع سياستها ولابد أن يكون لأبناء تهامة حضور في أجهزة وقيادة الدولة حضورا يناسب التوسع الجغرافي وعدد السكان والايرادات وكذا التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء الإقليم التهامي في مواجهة الكهنوت الإمامية في منتصف القرن الماضي وحتى هذه الحرب التي قدم الآلاف من أبناء الإقليم تضحيات كبيرة، فيجب أن تكرم إزاء هذه التضحيات لا أن تهمش وتغييب.